عـــرضُ أزيـــاءٍ : شعر: عبد الله سرمد الجميل – العراق

2015-635836355778060331-806_main

عبد الله سرمد الجميل

maxresdefault

 
الــعــرضُ الأوّلُ:
أنـــا مُـــفـــرِطٌ فـــي إنـــســـانـــيَّـــتـــي ،
لــدرجــةِ أنّـنـي صــمَّــمْــتُ مــلابــسَ لــلــتّــوائــمِ المُــلــتــصِــقــةِ ،
*
العرضُ الثّاني: 
على السَّجَّادَةِ الحمراءِ ،
مزَّقَتْ عارضةُ الأزياءِ فُسْتانَها ،
وصاحَتْ: صَوِّرُوني أيُّها العُراةُ ،
صَوِّرُوا أثارَ التّعذيبِ على جسدي ،
*
العرضُ الثّالثُ:
ترتدي عارضةُ الأزياءِ العراقيةُّ عباءةً مثقوبةً بالرّصاصِ ،
وبَدَلُ الخَلْخَالِ شريطٌ كَهْرَبائيٌّ يَرِنُّ عندَ الاقترابِ منَ الألغامِ ،
أمّا جواهرُ قلادتِها فمن نُوَى التّمرِ ،
*
العرضُ الرّابعُ:
قبلَ انطلاقِ العرضِ بدقائقَ ،
حرجٌ شديدٌ أصابَ مصمِّمَ الأزياءِ ،
وهو يحاولُ أنَّ يُلبِسَ العارضاتِ ،
لاحظَ أنَّ مقاساتِهنَّ قد تغيَّرَتْ ،
الغبيُّ لم يُدرِكْ أنّ المرأةَ كتلةٌ من دمعٍ !
*
العرضُ الخامسُ:
الإنسانيَّةُ في القرنِ الواحدِ والعشرينَ قصَّتُها كالآتي :
مصمِّمُ أزياءٍ يستعيرُ من مستشفى السّرطانِ ،
فتاةً يتيمةً صلعاءَ نتيجةَ العلاجِ الكيماويِّ ،
يُلصِقُ لها شَعْراً صناعيّاً ،
ثمَّ يضعُ صورتينِ لها على منتجٍ لعلاجِ تساقطِ الشَّعْرِ ،
يكتبُ تحتَ صورتِها الأولى الصلعاءِ: قبلَ الاستعمالِ ،
ويكتبُ تحتَ صورتِها الثانيةِ: بعدَ الاستعمالِ ،
*
العرضُ السّادسُ:
عرضُ الأزياءِ في مَنْطِقَتِنا ،
أن تجلِسَ النّساءُ على الرّصيفِ ،
ثمَّ تُزَفَّ توابيتُ أبنائِهِنَّ في الشّارعِ الرئيسِ ،
توابيتُ بمقاساتٍ مختلفةٍ ،
وبعدَ انتهاءِ العرضِ تصفِّقُ النساءُ بدموعِهِنَّ ، 
*
العرضُ السابعُ:
كأنَّ التّجاعيدَ أزياءٌ غيرُ مَكْوِيَّةٍ ،
*
العرضُ الثّامنُ:
في عرضِ الأزياءِ الدّاخليّةِ ،
أجملُ عارضةٍ كانت الشّجرةَ العاريةَ ،
*
العرضُ التّاسعُ:
ما إن دخلَتْ عارضةُ الأزياءِ الممشى حتّى طارَتْ ،
كانَتْ تلتحفُ بِعَلَمِ العراقِ ،
*

العرضُ العاشرُ:
بعدَ ذهابِ عارضةِ الأزياءِ الأولى ،
ترقَّبْنا إيابَ العارضةِ الثّانيةِ ،
لكنَّ العارضةَ واحدةٌ والزِّيَّ لم يتبدَّلْ ،
شتمَ الجمهورُ المُصمِّمَ ،
وحدي من أطلقْتُ بصيرتي ،
وحدي من شاهدتُ أزياءَ قلبِها ،

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*