لم أستهلكْ كامِلَ المعنى . . :شعر: مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية

مازن أكثم سليمان

index

 

ستأتي حتماً..

وستقولُ لها:

ارشُفي بثغرِكِ رضابَ الأيائلِ والمدى

مجِّدي الأشواقَ خلفَ غُيومٍ لها صبرُ أُحجيةٍ

نوِّمي ظلالَ العُزلةِ ذات النّحيب الدّامي

ورمِّمي بحَلَمةٍ واحدةٍ خَلخلةَ المساءِ والمطرِ.

 

…كما لو أنَّ الهِجرانَ استعصى آخرَ الحُبكةِ

أو كأنَّ النّبوءةَ تلبّسَتْ بوشاياتِ الرّغبةِ.

 

وجهي يتبلَّلُ بالهَمس الأنثويِّ

وصوتي يُعيدُ الطّائرَ المُهاجرَ إلى البداياتِ.

 

أحتاجُ  إلى صمتِنا معاً

احتياجَ عُشبةٍ لعُشبةٍ لحظةَ التَّصحُّرِ

مُؤمنٌ دوماً بمراسيمِ الحُدوسِ

وبالرَّقصِ الفتيِّ في سفينةٍ تغرَقُ

ومن ازدحامِ أشباهِ الدُّنيا في قلبي

أريدُ أنْ أطفوَ في دُموعِكِ كسكوتٍ طويلٍ

قذاراتٌ كثيرةٌ تجتاحُ الأكواخَ

بينما السّناجبُ الحنونةُ مُشرَّدةٌ..

 

…هَدهِدي رُوحَ البحرِ في الرُّوحِ

ولا تُغرقي النّوارسَ في بُحيرةٍ بديلةٍ

رقِّقي الهواءَ على ظلِِّكِ الفضِّيِّ

ولا تُغلِقِي لُؤلُؤَ نهديْكِ

جواهرَ على النِّسيانِ.

 

الأشعارُ مَطارقُ حدّادينَ على عِظامِ الغرامِ

والفراغُ فنّانٌ يُرصِّعُ بالأسفارِ جداريّةً لعاشقيْنَ.

 

المَلَلُ يُفَتِّقُ السّاعاتِ زمناً غرائبيّاً

والأشجارُ في الخارجِ قاحلةٌ وسريعةٌ

لولا تنميقُكِ القُبَلَ

لتظلَّ عالقةً في ذُرى النّوافذِ.

 

/ قُولي، وقَوِّلي شُحَّ العالَمِ

عِطْرَ مُطارَدةٍ أزَليّةٍ /

 

سيهربُ البنفسجُ من أثوابِكِ المُتنافسةِ في الخزانةِ

سيبحثُ عن شرطٍ أعظمَ للحياة وللموت

كأنْ يلتصقَ بمسامِكِ كالغلاصِمِ

يومَ وُلِدْتِ، ويومَ تُبعثينَ..

فَجوةَ خلودٍ في وشاحِ الخُرافةِ.

 

  • تأخَّرَ السّريرُ كثيّراً، ولم تأتِ..؟!!

فَنمتُ على زَندِ النّسيمِ

لم يكُنْ كياسَمينِكِ المُتحايلِ..!!

لكنْ، للإيحاءِ فضائلهُ المُثلى،

أسيرُ بطريقةٍ عاديّة نحوَ اللّيلِ

ويحتاجُ تمرُّسي لمِرانٍ أكبرَ

قبلَ أنْ يلتئمَ النُّقصان.

 

تأخَّرَ السّريرُ في ازدحامِ الحواشي

وأيّةُ مُفاجأةٍ لاتتجاوَزُ التَّوقُّعَ

ستُدفَنُ في قُطنِِ اللُّحافِ

أو ستهوي عنِ الحافّةِ

كحَدَثٍ مُتملِّصٍ

لا يمنَحُكَ يوماً أخضرَ

في مُفكِّرةِ إلهٍ سدَّدَ حتّى ديونَ شيطانِهِ.

 

الفُصولُ تتعرَّجُ، وتمتصُّها العاطفةُ كجِلْدٍ مَحمومٍ

وأنتِ مازلتِ تُلمِّعينَ المَرايا الواشيةَ بصُورتِكِ

يتشظَّى الفَهْمُ بيننا

ثُمَّ يتشظَّى ما تشظَّى، ويتيهُ..

وعندَها..

على الهوى أنْ يُغيِّرَ من وضعيّةِ جُلوسهِ

رُبّما تخطفُ الفَراسةُ

بعضاً من مفاتنِهِ النّادِرةِ.

 

الغُروبُ الذي عبَرْتُ تفاصيلَهُ

شاخَ، وهوَ يُلاعِبُ الدّلافينَ في أخْيلتِكِ

لكنِّي ربحْتُ معَ السّكونِ يأسي

ولم أستهلِكْ كاملَ المعنى!.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*