الحجرُالجامعُ..: قصّة قصيرة – بختي ضيف الله(المعتزّبالله) –حاسي بحيح- الجزائر

بختي ضيف الله(المعتزّبالله) –حاسي بحيح- الجزائر

cascade-sur-le-petit-courant-de-montagne-l-eau-en-cristal-froide-tombe-au-dessus-des-rochers-moussus-de-basalte-dans-la-petite-56374581
في صحراء قاحلة ،عشرُ قبائل ، وبئرٌ واحدة، والفصل صيف حارق . .! اشتد ّالصّراع بينها ،كلّ واحدة تدّعي أنْ لها النّصيب الأكبر من الماء ..
أخذ ت المعركة الوقت الكافي ،بلغ  القتل والسّفك النِّصاب ، واصطبغت الأرض بالأحمر ،معلنة الترمّل واليتم من كلّ جانب .ولكن لو نطق الجبل الأصفر لقال الحقيقة المرّة ، وقدّم النّصيحة الغالية ،تشفى بها صدورهم المُصابة بمرض  عمره أربعون سنة .. !
هاهم كبارهم يقحمون حتّى النّساء والأطفال في معركتهم رغم أنّ هذا ليس من أعرافهم .. !
النّسور محظوظة هذه المرّة فاللّحم طريّ ، لم تمسَّه  أشعّة الشّمس من قبل فالصّغار أكثر صرعا .
آن لك – يا ساكن السّماء – أن تفرح وتعلن انتصارا لم تقدّم من أجله أيّ شيء ثمين ،وأن تقول للعالم إنّك انتصرت يوم أن خسرتْ أقوامٌ جاهلة ، لا تعلم من أبجديات الحياة غير الدّم المسفوك.
بكت صخرة كانت على الجبل ورمت بنفسها من عل لتضرب أخرى كانت حزينة أيضا لما حلّ بجيرانها من بني آدم ، فانفجرت الأرض ماء واستفاق هؤلاء .
لم تكن الصّخور تشبههم في شيء ، فهم أشدّ قسوة ، تفجرّت من أيديهم دماء وتقطّعت تحت أقدامهم أشلاء .
تطهّرت الرّمال برحمة القساوة المزعومة ، وكتب آدم على وجهها الجميل  زورا أنّها لا تصلح لشيء غير الصّدمة والرّمية القاتلة .
هاهي تثبت العكس وتكشف كذبه.. (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ.. ).
..وعاش الجميع بسلام ، من حجر وبشر.. !

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*