معرض الرسّام اللاّفي الخضراويّ بالمركز الثقافيّ الروسيّ :شمس الدّين العونيّ – تونس

التّراث باعتباره  مادّةً فنيّةً..والقول بالحكاية الشعبيّة عبر الرّسم

 

téléchargement

شمس الدّين العونيّ – تونس

_194023_tunisL

كان التراث من تلوين و تيمات و حكايات و عادات و لا يزال  محورا  لعدد لا يحصى من الأعمال الفنيّة المنجزة .و في هذا الإطار بالذات  تتنزّل تجربة الفنّان التشكيليّ اللاّفي الخضراويّ المتعدّد المهارات في الرّسم على البلّور و القماش و النحاس و الخشب و الحرير.ولقد برزت     في معارضه السّابقة الفرديّة منها  والجماعيّة  مواهبه في الإفادة من الأسطورة والحكاية الشعبيّة  في مجال الرسم على الزجاج ..فرسومه فضاء متداخل من النسيج الشعبي الملوّن بالحكاية والخرافة. وهو مجال مفتوح على الإبداع خصوصا من جهة  المعايشة الجماليّة للراهن باعتبار الفنّ مؤثرا و متأثرا  في اللحظة المعيشة….

ويعد شهر التراث  فرصة البراز المراكمات الفنيّة و الثقافيّة و الماديّة و اللاّمادية التي حصلت في المجتمع و وسمت جملة من أنماط السلوك و المظاهر السوسيو ثقافيّة في المأكل و الملبس و العادات و التقاليد و المناسبات و ما إلىها   وكذلك  على صعيد الإبداع في مجالات الثقافة و الفنون و  التراث الشعبي  وما تنطوي عليه من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبيّة والفنون التشكيليّة والموسيقيّة ..
و يعرف الكاتب صالح زيادنة  التراث بكونه ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل ، نقول : ” التراث الإنسانيّ ” التراث الأدبيّ ، التراث الشعبيّ ” ، وهو يشمل كلّ الفنون والمأثورات الشعبيّة من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شّعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس ، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمّنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات..
من هنا عمل عدد من الفنانين التشكيليّين في مجالات التعبير الفنّيعلى تمثّل التراث و محاكاته و استحضاره و توظيفه في العمل الفنّي..و هناك من الفنانين و الحرفيّين  من سعى إلى عصرنة هذا التراث بتوظيف التقنيات  الحديثة في تطويره مع الحفاظ عليه.وفي هذا السياق بالذات  يتنزل عمل الرسّام اللافي الخضراوي   في المعرض الذي أقيم له مؤخرا  حول ” العادة التونسيّة  “بالمركز الثقافي الروسيّ بتونس.

فقد سعى الفنان اللافيّ في المعارض الجماعيّة التي شارك فيها كمعرض قصر خير الدين  إلى تنويع أعماله  بالاشتغال  في مجالات الزيتيّات و المائيّات و الأكريليك و المنحوتات و الخزفيّات و المنسوجات…و غيرها من التلوينات التشكيلّية..بدت لوحات اللافيّ الخضراوي حاضنة لما ترس”ب في الذاكرة من الحكايات و الأساطير الشعبيّة على غرار حكاية ” سيدنا علي و رأس الغول ”  و ما إلى ذلك بطريقته الفنيّة في التعامل مع الزجاج و في  إطار اللوحة  تحيل الألوان  على ما هو شرقيّ قديم ومناخات صوفيّة.. كما نقل الرسّام اللافي أعماله إلى عناصر أخرى مثل الطاولة التي  اشتغل فيها بالزخرف  والتي تبدو في صورة فنيّة  رائقة على غرار الديكور الفنيّ .

إنّه فنّان موهوب و محبّ لفنّه، يجتهد و يحرص على  الحضور في المعارض و المشاركة في الندوات الفنيّة هاجسه الرسّم ملاذًا للقول بألق الحكاية و المتعة الجماليّة في حياة الناس..

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*