حذارِ منّي ومن الحيّةِ : شعر: عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ – مونبيليي – فرنسا

moi (1)

عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ – مونبيليي – فرنسا

stock-illustration-15591093-snake-attack
شَرْخٌ يبعدني عن صرخةِ العينِ
بطلقِ البنادقِ
حين تزاحمتِ الرّموشُ
بتقويساتِ ظهري المكلومِ
تدلّتْ تجاعيدُ السّماءِ مقطِّبةً
لتخدشَ حياءَ عُكّازي
فتراءتْ لي حيّةٌ ترعى
فُتاتَ غضبِ المناسباتِ..
ترقصُ..حين تفرحُ
ترقصُ ..حين تجوعُ
ترقصُ غايةَ الرّقصِ
حين تثورُ..
أختفي بين ذيلِها
وما تبقّى من الخيالِ
مكلومًا…
مهمومًا…
مكشِّرًا عن أنيابي لمّا أضعُفُ
أتلوّى حينَ تتلوّى..
أتراجعُ كلّما تتراجعُ..
حذارِ منّي ومن الحيّةِ
علّمتُها كيف تصطادُ واقفةً
كيفَ تلْوي أعناقَ الشّعراءِ
كيفَ تصنعُ من حفيفِها
جلبابًا ليومِ العيدِ.
علّمتْني الحيّةُ كيفَ أخونُ
غضبي..وأصنعُ لي مجدًا
لكنّ عشقي علّمني كيفَ
أثورُ على الحيّةِ..
حين تجوعُ…
لا أحدَ أجبرني على الامتثالِ
ولا أحدَ أجبرَها على الاستعراضِ
فوقنا سماءٌ تعكسُ الظّلالَ..
وبهمسِنا قرأنا لغةَ الأبراجِ
فصارتْ عيونُنا بالكحلِ أجملَ ..
لا أحدَ يُسعفُنا للهروبِ
سوى تحسّسِها دبيبَ الأقدامِ
الغدرُ فِطريٌّ..
الغدرُ حلمُ كلِّ الأفاعي
الغدرُ انتقامٌ..تشفٍّ ..
غدرُها أطولُ من حُمقي
لكنْ لمّا كتبتْ أسماءَها
بلُعابِ أضراسي
وجعلتْ نارَها تبردُ فوقَ صدري
علمتُ أنّها تستظِلُّ بظلِّها لتعيشَ.
علمتّني ما لا أعلمُ
كيفَ أغازلُ ألمي
دونَ مُسكِّناتٍ
كيفَ أداوي هذيانَ حمقي
بالرّقصِ..
كيفَ أُخمِدُ حرائقي
بالغطسِ..
في دواخلي…
علّمتْني كيفَ أصيرُ حِرباءةً
تتصيّدُ الألوانَ..
وتصمُدُ بلونٍ واحدٍ حينَ تَغِيبُ كلُّ الألوانِ
علّمتْني كيفَ أسكُنُ الغيرانَ
حينَ يثمَلُ القمرُ
كيفَ أحبو على أربعٍ
حينُ تخونُني حيلتي.
الحيّةُ كائنٌ مطّاطيٌّ لا ثقة فيه
شعلةُ نارٍ
لا تبكيه ألحانُ المزمارِ
ولا تُلهيه عصا الزّامرِ عن العضّ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*