13 نوفمبر / تشرين الثّاني (إلى أرواحِ الضّحايا ): شعر: دومينيك مونتولار المتلقّبة بأوفيليا الزّيّاني – ليموج – فرنسا

12243459_10153321670487635_4323155091346797720_n

دومينيك مونتولار المتلقّبة بأوفيليا الزّيّاني – ليموج – فرنسا

stock-photo-78886685-flowers-candels-and-notes-outside-french-embassy-after-terror-attack-

كان يومًا كأيّام كثيرةٍ قبلَهُ
ما أسرعَ أن دقَّ جرسُ السّاعةِ ،
ها قد حانَ وقتُ النّهوضِ
ووقتُ الذّهابِ إلى العملِ بمنغصّاتِهِ الصّغيرةِ
ثمّ يأتي أخيرًا المساءُ فيحلُّ الانفراجُ:
هذا حفلٌ موسيقيٌّ ،
وهذه كأسٌ نتقاسمٌها في جوّ حميميٍّ
وهذا حفلُ عيدٍ للميلادِ
يسيلُ فيه الشّرابُ مِدرارًا
وتجتمعُ البهجةُ والاحتفالُ والصّداقةُ
للهِ ما أجملَ باريسَ في اللّيلِ
ولكنْ على حينِ غِرَّةٍ يُطلقُ النّارُ
فيحُلُّ الألمُ ويسودُ الرُّعبُ
ويسيلُ الدّمُ في كلِّ مكانٍ
وتزهقُ الأرواحُ
فيُردى مائةٌ وتسعةٌ وعشرون قتلَى
بينَ رجالٍ ونساءٍ
لن يبقَوْا بعد ذلك نكراتٍ
بل يصيرونَ أسماءَ ووجوها متجمِّدةَ البسمات
تحتلّ الصّدارةَ في الصّحفِ
و تحتلّ الصّدارةَ في قلوبِنا
فتجهش فرنسا بالبكاء
وتسيلُ من عينيْ باريسَ العبرات
هنا جرحى أصيبوا في لحمِهم الحيِّ
وهناك موتى أزهقَ أرواحَهم مجانينُ
دون أن يعرفوا السّببَ
وكم كان عندهم من المحبّةِ ليمنحوها
ومن الأوقاتِ ليعيشُوها
ومن الضّحكاتِ ليتقاسموها
ومن الأماكنِ ليزوروها
لم يكونوا سوى بشرٍ
لا مرامىَ للرّصاصِ
ولا يهدّدون أحدًا
كانوا بشرا ليس إلاّ
رجالاً ونساءً
تطفحُ عقولُهم مشروعاتٍ
كان يومًا ككلِّ الأيّامِ
لكنّه لن يبقى يومّا ككلِّ الأيّامِ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*