قصائد ومضة : محمّد بوحوش – توزر- تونس

-_YmhKRw

محمّد بوحوش – توزر- تونس

قصائد ومضة الغلاف الرسمي
( مختارات من مجموعته الشّعريّة الصّادرة حديثا بعنوان قصائد ومضة عن دار القلم سيدي بوزيد، تونس 2015)
رقص
أفقٌ مدمّىَ
ألحانٌ مدمّاةٌ،
وقيثارةٌ تنزفُ..
ارقُصي أيّتها الآلامُ
على دمِ الضحيّةِ.

انشقاق
روحي منشقّةٌ..
سيلعنُني الأنبياءُ،
أيّتها الرّسولةُ.

في المساء
في المساءِ كم تتشابكُ الأشياءُ..
أخطو.. وألقي برؤاي ..
رائحة موتٍ تفوحُ :
ثمّة جبٌّ فسيحٌ …
في الجبِّ إلهٌ!.

المُكابِرُ
جسدُكِ الشّمسُ،
والشّمسُ أمامي كعكةٌ عسليّةٌ،
لكنّي رجلٌ حرٌّ أيّتها القدّيسةُ..
أجوعُ ولا آكلُ من نهديْكِ.

بلا نقطةٍ
أتخيّلني نونًا بلا نقطةٍ،
هل لي بنقطةٍ فوقَ النّونِ
ليكونَ لي معنىً.

عتَمَةٌ
الغرفةُ مطفأةٌ، وأنفاسُكِ بعيدةٌ جدّا..
( أنفاسُكِ كهرباءُ)
أشعلي الغرفةَ المطفأةُ
بأنفاسكِ يا حبيبةُ!……
أشعلي غرفةَ قلبي .

أنا وهو
الفجرُ ، كعُرْفِ الدّيكِ،
مصابٌ ب”الأنفلونزا”…
أنا وظلّي الخفيُّ
منتشيانِ على حافّةِ من هلاكٍ…
أنا اقرأ ” زوربَا” ،
وهو يُشعلُ الماءَ، ويَرْقصُ لي…

وهَنٌ
وَاهِنًا كبيتِ عنكبوتٍ
تمضغُني خرافةٌ .

المتخشّبُ
أحْطِبني يا حطّابُ
لقد بليَتْ روحي ،
وتخشّبتْ أغصاني.

فظاعةٌ
نضَتْ عنها فوانيسَها
فأشعَّ الجسدُ المعطوبُ،
عاريةً كحشْدٍ من الجحيمِ …
كسماءٍ منحرفةٍ،
نيازكُها تموءُ.

سحابةٌ
فضاءٌ من الياسمينِ
قل: أيٌّ فضاءٍ،
وقلبي ؟
قلبي …
سحابةٌ بيضاءُ
تمتصُّهُ نحلةٌ.
كلفافةِ تبْغٍ
هذا النّهار
دمي فاسدٌ ومزاجي رديءٌ
كمْ تتشابَكُ أغصاني،
كمْ تتلعثمُ ،
وأنا أسلُقُ الوقتَ
وأدخّنُ أنفاسي…
العالَمُ أيضا رديءٌ
كلِفافةِ تبغٍ قديمٍ.

شبح
عند منتصفِ اللّيلِ
تقرعُني دائما ،
وتزغردُ في أذني
أشباحٌ أليفةٌ ..
غير أنّ شبحا واحدا يقصِفُني ،
إنّهُ شبحُكِ…
الذي يختالُ هنا ..
في القصيدةِ.

فرحّ صغيرٌ
لأجلكِ
أسلُقُ قلبي
أوْ
أسلُقُ روحي..
فرحٌ مّا في داخلي،
كفرحٍ مّا في داخلِكِ
يبكي.

غصونٌ
حبّاتُ كَرَز يانعةٌ
في الشّجرةِ،
لُعابي غصونٌ.

النّائمُ في كتابٍ
فتحَ الكتابَ،
قرأَ ” يانيس ريتسوس”
ونامَ في كتابِ الحياةِ.
جثّتُهُ
دمهُ في محبرةٍ
ريشتُهُ تخطُّ علاماتٍ :
تابوتٌ .. أكفانٌ بيضاءُ..عطورٌ …
جثّتُهُ في القصيدةِ أصداءٌ.
فرَسٌ
صمتٌ مطبَقٌ
عراءٌ..عدمٌ ..الزّمنُ متوقّفٌ،
لاشيءَ…فرسُ” المتنبي” تولولُ في الرّيحِ.

سقوطٌ باهتٌ
الأشياءُ نحيبٌ مطلقٌ
رجلٌ مّا يسقطُ
من دونِ ضجيجٍ،
في السّاعةِ الصّفرِ.
بؤرةٌ:
ألقى بحصاةٍ في النّهرِ
بؤرةٌ تتشكّلُ…
النفريُّ يرقصُ في الماءِ.!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*