يُمكن أنْ أنساكِ: محمّد حبيب مهدي – شاعرعراقيّ – بغداد

12144739_959607134101427_4440105877589823739_n

محمّد حبيب مهدي – شاعرعراقيّ

 

يُمكنْ أن أنساكِ
وَلّو مرّةً واحدةً 
يمكن أن أنساكِ
وأنت جالسةٌ بقربي 
تحكينَ لي قصّةَ الهذيانِ 
يمكن أن أنساكِ
ونحن معا في مطعمٍ منسيٍّ
تأكلينَ ، 
وتنظرينَ إليَّ بابتسام 
يمكن أن أنساك 
وأنت تقلِّبينَ الذّكرياتِ 
مثلما تقلّبينَ البهجةَ
هنا كنّا ..
هنا ظلّلّتْنا الأشجارُ بحنوٍّ 
هنا تخاصمنا على اللاّشيءِ 
هنا حَلُمْنا كيفَ نلتهمُ الحُلمَ 
هنا افترق ظِلّانا عَنَّا 
يمكن أن أنساكِ
ولو لحظةً ، 
حينَ تكونينَ واقفةً قربَ الشّباكِ 
ترقُبين مجيئي على عكّازةٍ من وهمٍ
يمكن أن أنساك 
وأنت تكتبينَ لي بلهفةِ المطرِ 
يمكن أن أنساكِ 
حينَ تتراقصُ أوراقُ الخريفِ 
كراقصاتِ الباليه 
يمكن أن أنساك 
حينَ تكونينَ كالبسمةِ
على شفةِ مراهقةٍ 
يمكن أن أنساكِ 
وأنت كلوحةٍ 
عُلِّقتْ على حائطٍ مصابٍ بالصّرعِ 
يمكن أن أنساكِ 
حينَ يغازلُكِ البلبلُ مُهتاجًا
أو حينَ تسبِّحُ في النهر سمكةٌ خرساءُ 
أو حينَ يطلعُ في اللّيلِ نجمٌ عاطلٌ 
يمكن أن أنساك 
حين تعبُرُ السّماءَ غيمةٌ ملّوّنةٌ 
أو يتشكّلُ قوسُ قزحَ باذِخٌ
هكذا ،
لا بدّ لي من أن أنساك 
حتّى  ولو  …في ذاكرتي 
……………
…………

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*