أرشيف الكاتب: محمد صالح بن عمر

لماذا سقطتْ الأنظمةُ القائمة بأوروبا الشّرقيّة في النّصف الثّاني من الثّمانينات؟: بولندا مثالا (1): محمّد صالح بن عمر

  طيلة السّنوات السّبعين كان الوضع السّياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ بتونس متفجّرا (لكن بكلّ موضوعيّة أقلّ بكثير من اليوم). وقد كلّل في يوم 26 جانفي 1978 بأحداث دامية ذهب ضحيّتها أكثر من 400 مواطن أكثرهم من المهمّشين. وفي تلك الفترة كنت أستاذا للتّعليم الثّانويّ بمعهد قرطاج وأكتب بجريدة”الرّأي” المستقلّة.ومثلَ الكثيرين من المثقّفين التّونسيّين الشّبان في تلك الفترة كنت أتابع بشيء من ... أكمل القراءة »

من أساتذتي بالمعهد الثّانويّ بقرطاج : محمّد صالح بن عمر

  كان لنا بمعهد قرطاج الذي زاولت فيه دراستي الثّانويّة أستاذ في التّربية الدّينية اسمه م. النّ. درست عليه في السّنة الثّانية .كان رجلا بدينا وطويل القامة لكن تلوح عليه دائما علائم التّعب، ربّما لأنّه كان يدرّس مادّته لكلّ فصل بمعدّل ساعة واحدة في الأسبوع .ولكي يؤدّي السّاعات القانونيّة  المحدّدة له –وهي ثماني عشرة ساعة  -كان لا بدّ له من ... أكمل القراءة »

جيلي : محمّد صالح بن عمر

يمكنني القول بكلّ اعتزاز إنّي من جيل مدلّل .وهو الجيل الذي تزامنت طفولته مع إعلان استقلال البلاد التّونسيّة سنة 1956.ففي المدرسة كانت توزّع علينا لمجة في استراحة الصّباح وأخرى في استراحة ما بعد الزّوال وعند منتصف النهار كنّا نتناول وجبة محترمة بلا مقابل لأبناء العائلات المعوزة وبمقابل رمزيّ لأبناء العائلات المترفّهة.وكان أبناء العائلات المعوزة ،فضلا عن ذلك، يتسلّمون الأدوات المدرسيّة ... أكمل القراءة »

الشّاعر التّونسيّ الكبير جعفر ماجد والموت: محمّد صالح بن عمر

  ذات يوم من سنة 2000  ، بضعة أسابيع قبل انتهاء السّنة الجامعيّة ، لقيت بحيّ المنزه السّادس (في أحواز تونس العاصمة  ) المرحومين الشّاعر جعفر ماجد وأستاذنا منجي الشّملي.فأعلمنا جعفر ،في تلك المناسبة،  بأنّه – وهو المولود سنة 1940 – سيحال قريبا على المعاش.فسألته لماذا لم يطلب من   وزارة التّعليم العالي أن تمدّد له بسنة ، مثلما كان يجري ... أكمل القراءة »

في بيت الفيلسوف العصاميّ جان جاك روسّو (1712 – 1779) بقرية مونمورنسي في فرنسا : محمّد صالح بن عمر

  كثيرون هم الذين يخلطون عندنا بين ” أستاذ الفلسفة” و”الباحث في الفلسفة” و”الفيلسوف” والحال أنّ لكل واحد من هؤلاء دورا محدّدا يختلف تماما عن دوري الآخريْن. فإذا كان دور الأوّل هو الاضطلاع بالوساطة بين مصادر المعرفة الفلسفيّة والمتعلّمين ودور الثّاني هو دراسة تلك المعرفة فإنّ الثّالث هو الذي يضع نظرية فلسفيّة تحمل اسمه ويعترف بها المتخصصّون في هذا الميدان.وذلك ... أكمل القراءة »

المرحوم محمود خالد مدير مدرستي الابتدائيّة : محمّد صالح بن عمر

كان لنا في نهاية الخمسينات وبداية السّتّينات بمدرستنا الابتدائيّة بقرطاج درمش مديرٌ يدعى محمود خالد قصير القامة، بدين بعض الشّيء، يلبس طربوشا تركيًّا  أحمر.وكان صعب المراس،قاسيا في منتهى القساوة إلى حدّ أنّنا لم نرَه ولو مرّة يبتسم وأيُّ تلميذ يرتكب حماقة في ساحة المدرسة يدخله مكتبه وينهال عليه ضربا دون شفقة ولا رحمة بالعصا أو بحزامه. طيلة شهر رمضان كان ... أكمل القراءة »

التّجربة الأليمة في جريدة “الأيّام” سنة 1971: محمّد صالح بن عمر

  في نهاية سنة 1970 كان المرحوم محمود الزّغني – وهو كهل في الأربعين، أصيل مدينة الكاف، صحافيّا بجريدة “العمل” لسان الحزب الحاكم ، الحزب الدّستوريّ ، حيث كان يشرف على  الصّفحة المخصّصة لقضايا المحاكم . ذات يوم قرّر إحداث مشروع خاصّ .فاكترى  التّرخيص القانونيّ لجريدة أسبوعيّة كانت تصدر في الخمسينات. وهي جريدة “الأيّام” وخصّصها أيضا لمتابعة قضايا المحاكم. كانت ... أكمل القراءة »

في ملاذ الشّاعر ستيفان مالاّرميه بقرية فولان سور سان في فرنسا : محمّد صالح بن عمر (مارس/آذار2019)

كان ستيفان مالاّرميه المولود بباريس يوم 18مارس/آذار 1842 والمتوفّى سنة 1898 شاعرا موهوبا حقيقةً لا مجازًا،لم يتمكّن من مواصلة دراسته بعد حصوله على الباكلوريا آداب فانضمّ إلى سلك التّعليم الثّانوي برتبة معلّم في اللّغة الإنجليزيّة وظلّ يمارس هذه المهنة إلى وفاته قبل التّقاعد وهو في سنّ السّادسة والخمسين.وهذا ما جعله يقول إنّه فنّان عن ميل إلى الفنّ ومدرّس للإنجليزيّة للضّرورة ... أكمل القراءة »

في بيت الشّاعر الرّومنسيّ شاتوبريان (1768 – 1848 )في قرية شاتناي مالابري بفرنسا(مارس/آذار) : محمّد صالح بن عمر

  يختلف روني فرنسوا شاتوبريان الذي زرت بيته أيضا في أثناء رحلتي الأخيرة إلى فرنسا اختلافا شديدا عن الشّخصيّتين السّابقتين: جان جاك روسّو وستيفان مالاّرميه.بل أكثر من ذلك فهو يثير من زاوية نظر النّقد إشكاليّة بالغة التّعقّد.وذلك لئن اعتُرِف له عالميّا بأنّه من عباقرة الأدب فإنّه من حيث أفكاره ومواقفه السّياسيّة والاجتماعيّة كان معاديا للثّورة ومترفّعا عن الشّعب .وهو ما ... أكمل القراءة »

مَلَامِحِي مُفَخَّخَةٌ .. بِمَوَاعِيدَ مَوْقُوتَة! شعر: آمال عوّاد رضوان – الجليل – فلسطين

  أَيَا قَزَحِيَّ الْهَوَى هذِي الْعَوَالِمُ الْحَالِكَةْ مَا أَرْهَبَها بِمِلْءِ مَرَايَاهَا الْكَالِحَةْ لَمَّا تَزَلْ طَاعِنَةً فِي الْمَجْهُول تَتَمَزَّقُ وَبَاءً.. تَتَفَتَّتُ مَجَاعَةْ وَهَاءَنَذَا الْغَرِيبُ الْمَحْمُومُ بِالتَّمَنِّي يَمْلَؤُنِي الْحُزْنُ.. يَسْكُنُنِي الْحَنِينُ أَتَحَسَّسُ أَنْفَاسَ نَايٍ تَحُفُّنِي تَتَغَلْغَلُ بِأَنْفَاسِي.. تُنَاغِي أَغْلَالِي حَتَّامَ أُكَابِرُ حُطَامِي وَالتَّجَنِّي؟ أَنَّى لِي أَرَانِي إِنْسَانًا .. مَشْحُونًا بِالْحَيَاةْ؟ *** أَيَا فَزَّاعَ النُّورِ يَا مَنْ تَتَرَصَّدُ سُبُلِي.. بِمَرائِرِ زَفَرَاتٍ لَا تَفْنَى ... أكمل القراءة »