حَذارِ.. لا تَكْتُبيني: شعر: بشر شبيب – شاعر سوريّ مقيم بتركيا

بشر شبيب

 

لا تكتبيني لستُ أصلحُ للكتابةْ

ما في حياتي أيُّ شيءٍ ممكنٌ 

أن يستحيلَ إلى سطورٍ أو حوارٍ 

أو نقاشٍ مدهشٍ

عن كيف تقتلنا القضيةُ والهويةُ بالرتابةْ

 

أحيا على خشبِ الشعورِ وبردهِ

وأعيشُ مضطرباً يدوِّرُ نفسهُ

في نفسهِ مثل الذبابةْ

إذ أنني رجلٌ تناوشهُ التعاسةُ والكآبةْ

 

لا تقرأيني .. تفضحيني .. 

لستُ بيتاً من بيوتِ الشعرِ

يحفظُ رعشتي وترُ الربابةْ

فأنا ابنُ هذا الشرقِ أسكنهُ 

ويسكنني .. معاً .. 

ويزيدنا – منذُ الولادةِ – ذلك الشرقُ اغترابا

 

أمشي وحيداً في بلادي لا عليّ ولا إليّ

أخافُ من ظلي إذا امتدت ظلالهُ خارجي

أو من حرارةِ جسمي الممسوسِ بالغثيانِ

في وسطِ الطريقِ .. أخافُ 

من نفسي ومن قلمي إذا ما 

طارَ في قلبي حماماً أو سحابا

وأخافُ منكِ

متى مسكتِ أصابعي

ودنوتِ مني

وكتبتني.. ورسمتني.. وقرأتني 

وغسلتني بالحبِّ ثُم نشرتني

ومسحتِ عني آخرَ التعبَ النسائيِّ

المسائيِّ الشتائيِّ الجميلِ فأزهرت

عينايَ شُطآناً وغابةْ

 

لا تكتبيني.. واسمعي أنّاتِ حرفيَ 

قبلَ ميعادِ الولادةْ

ودعي سرابَ العابرينَ عزيزتي

لا لم يجاوز قبلنا أحدٌ جرادةْ

أو قال ما معنى السعادةْ

 

الناسُ يخنقها السؤالُ فتأتي تقتلها الإجابةْ

أحلى حياةٍ أن نعيشَ بلا سؤالٍ أو إجابةْ

فدعي عذالي إنني رجلٌ خرافيٌّ لعينٌ

لستُ أصلحُ للكتابةْ

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*