حول مهرجان مشارف الشّعريّ: محمّد عمّار شعابنيّة – المتلويّ – تونس

الشّاعر محمّد عمّار شعابنيّة يفتتح القراءات الشّعريّة في انتظار تكريمه

استطاع المترجم والناقد الأدبي القدير الدكتور محمد صالح بن عمر ـ وهو فرد بصغة الجمع وليس جمعية أو مؤسسة ـ أن يبعث مهرجان مجلة مشارف الشعري ، وهي مجلة إليكترونية برزت بإشعاع عالمي لا تونسي أو عربي فقط منذ ست سنوات باللغتين العربية والفرنسية لتكون بستانا فسيحا يتنفس أريج نسائمه الشعرية والسردية والنقدية كتاب وكاتبات وشعراء وشواعر ونقاد وناقدات من عديد الأقطار في قارات الأرض وينشرون في رحابه نصوصهم التي تنبض إبداعا وتمتد حروفها لمصافحة الحياة بمضامينها وأشكالها وأساليبها وألسنتها المختلفة .

إستطاع بن عمر أن يؤسس هذا المهرجان في وقت لم تتجرّأ فيه جريدة أو مجلة تباع منها عشرات الآلاف من النسخ أن تفعل مثله لأن العديد منها لا تهتمّ بالشعر ولا تنشر منه أحيانا إلا ما تحتاج إلى إدراحهاضطرارا لسدّ فراغ في صفحة ما .

وما يستوقف المشارك في هذا المهرجان لإبداء بعض الملاحظات هو :

1)أن صاحب امتياز ” مشارف الإليكترونية ” لا تقف وراءه وزارة أو مؤسسة أو هيكل مالي لمساندته إذ أن التظاهرات الثقافية الفنية والآدبية تحتاج إلى دعم خارجي للإنجاز ،وبعض ذلك الدعم يُصرف ضبابيا حتى لا أقول يختفي في جيوب البعض ،

2)أن سير المهرجان قد تمّ بهدوء لم ينطق بغير أصوات الشعراء الذين قرأؤا قصائدهم فابدعوا دون استعراض عضلات أدبية أوشطحات فكريةأو بهلوانية كلمات ، وفيهم من قرأ لشعراء أجانب بحميمية متوهجة .

3) لقد كانت تقديمات المشاركين دقيقة ومدروسة لا ارتجال فيها ولا فراغ كلام فكان الشاعر أو الشاعرة يقف بعد ما يقال في شأنه وكأنه قد تراءى للجالسين في كشف من مسبار ” سكانير ” وفي ذلك عدل وإنصاف قلّما نلاحظه في عديد الملتقيات الشعرية التي ينفخ أصحابها في صدور بعض المشاركين متجاهلين بقية المدعوين وكأنهم نكرات .لذلك وغيره من الإيجابيات أُكبر ما تمّ ،وأرى أن وزارة الثقافة ، ولِمَ لا بعض المؤسسات والبنوك ، مطالبة بدعم مهرجان “مشارف” الشعري ليقدر مستقبلا على تشريك المساهمين بإنتاجاتهم في المجلة من خارج البلاد ، وهم شعراء وشاعرات بارزون في أوطانهم ، لأن ذلك سوف لن يتم ـ طبعا ـ بالمجاملات أو لغرض تبادل الإستضافات .

محمد عمار شعابنية

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*