الحُبُّ فِي ليالي أيلولَ :شعر: بشر شبيب – شاعر سوريّ مقيم بتركيا

بشر شبيب

 

مساء الخيرِ ماريّا 

مساء الحبِّ والأحزانِ والمطرِ

مساء يجلبُ الكلمةْ .. 

ويكتبُ لي أغانيّا

أحبّكِ، 

كيف!! لا أدري 

لماذا ؟

أسألُ النجمةْ ..

أحبّكِ

تصمتُ النجمةْ

وكلُّ قصائدي تعجزْ 

عن تفسيرِ ما فيّا

فهذا العام أيلول

أتى من غيرِ ميعادِ

وفي أيلولَ يا ماري 

مشاعرنا.. قصائدنا.. ملابسنا 

تُبلل بالندى الجاري 

وأيلولٌ يسيرُ على أصابعنا 

ويسكنُ في نوافذنا 

وينبتُ مثل كبّادِ

على قطراتِ غيماته 

وفي زخّاتِ دمعاته 

أرى وجهي.. أرى وطني

وأسمعُ زفرةَ الوادي 

وفي أيلولَ يا ماري 

حبّنا يبدو مختلفاً .. 

ومتّضحاً .. 

ومنفضحاً .. 

كزيتونٍ على أغصانهِ عاري 

 

*

 

مساء الخيرِ سيّدتي 

هناكَ تركتُ أحزاني 

وجئتُ إليكِ عصفوراً

يزقزقُ مثلَ أوكسترا 

ويرقصُ دونما خجلٍ

ويلعبُ دونما تعبٍ

وما له في الهوى وطنٌ 

وما له أيُّ عنوانِ

أتيتُ إليكِ يا حزني 

ويا أمني ..  ويا تفاحَ بستاني 

ويا وجهاً جميلاً 

منحتهُ أحلى أشعاري

مساءَ الخيرِ يا ماري

 

 

أقد حدّثتكِ من قبل ؟ 

وهل أخبرتكِ أني أشيلُ دمشقَ 

في شِعري وفي أدبي

وفي صوتي وفي وجهي 

وعطرها فوق شفتيَّ

أمصمِصهُ متى أشتاقُ أو أنهارُ أو أغضبْ 

وأني طفلها الأجملْ 

وأني حبّها الأولْ

وأني حملتها عشرونَ عاماً 

فوقَ أوراقي ولم أتعبْ

إلى أن أحرقوا ورقي 

وكسّروا كلّ اقلامي 

وشخبروا فوقَ ما أكتبْ

فلم يبق لديّ سوى 

مكاتيبٍ قديماتٍ

وشاشةِ هاتفي المحمول

أزورُ خلالها بيتي 

وحارتنا وذاكرتي 

وأبحثُ عن تصاويرٍ

لغرفتي أو لأزهاري

مساءَ الخيرِ يا ماري 

 

*

 

وها أيلولُ يعزفُ فوقَ شرفتنا 

سوناتا الحبِّ والأحزانِ والمطرِ

ويغزلُ في ستائرنا .. 

وجوهَ الأهلِ والأصحابِ والطبشورَ 

والكتبَ .. 

ومدرستي وآنستي 

وأجملَ أجملِ الصورِ

ويزرعُ في حدائقنا 

دمشقَ فأينَ ما كنتُ 

أرى وطني أرى وطني

أرى الشامَ التي قد شكّلت لغتي

وصنبورَ المياهِ على ذراعيها

بقايا الحبِّ والتاريخ

وقصرِ العظْمِ والأموي 

فهل شاهدتِ من قبلي .. أيا قلبي

مُحباً يقطفُ الأزهارْ 

ويبدأ رحلةَ الأشعارْ 

إلى أنثى فينساها 

ويكتبُ عن مدينتهِ؟

أحبّكِ أيّما حبٍّ 

فلو ترضينَ أزهاري وأعذاري 

مساءَ الخيرِ يا ماري 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*