كأنّي اضَعْتُكِ عِنْدَ النّهَايَةِ!: البشير موسى – ابن عروس – تونس

البشير موسى

 

يَا حَبِيبَتِي،
هَلْ وُجِدْتِ لِكَيْ أصوغَكِ في قصِيدةِ العُمْرِ المَلِيءِ بِالتَّأَمُّلِ في العَذَابْ؟
أمْ هَلْ خَلَقْتُكِ في مُخَيِّلَتِي المَلِيئَةِ بِالشُّجُونْ،
فَلَمْ تَكُونِي غَيْرَ حُلْمٍ وَمَا الوُصُولُ سِوَى سَرَابْ؟

أَقُولُ،
إنَّ حُبَّكِ رِحْلَةٌ لَا دَرْبَ يَحْكُمُهَا ولا حكْمةَ فيهَا
ولا منها رُجُوعْ…
وأقلّدُ رحلةَ الأبطالِ فِي أُولَى الأسَاطِيرِ…
فأُبْحِرُ في الفَرَاغْ،
وأصدِّقُ أنَّنَا في قِصَّةِ الخَلْقِ خَطَوْنَا خُطْوَةَ الخَطَإِالكَبِيرَهْ
ولَمْ نفكّرْ فِي الخُضُوعْ…

كأنّي…
كأنّي اضَعْتُكِ عِنْدَ النّهَايَهْ!
كأنّي لَمْ أَكُنْ هُنَا شَاعِرًا
وَلمْ تَكُونِي  مُلْهِمَتِي-المَلَاكْ!
وأنَا… فِي عَتْمَةِ  الدّرْبِ اليَبَابِيّ الطَّوِيلْ
بِلَا صَوْتِكْ وَحُسْنكِ
هَائِمًا… صِرْتُ… كَمَا كُنْتُ
وَكَمَا    أَرَانِي،
خَارجا كنتُ
مِنْ جَحِيمِ العَالَمِ السُّفْلِيِّ
مِنْ عَالَمِ المَوْتَى هُنَاكْ…

ولَا هُنَاكَ وَلَا هُنَا لِيَ مَكَانٌ وَاضِحٌ فِي الشَّمْسِ.
والمكانُ
__كَما الزَّمَانْ__
مُفَصَّلٌ عِندِي عَلَى مَقَاسِ
مَفَاتِنِكِ العَدِيدَهْ..
فهَلْ لِي بِشِعْرٍ لِتَبْدِيلِ الأسَاطِيرِ المُبَلّلَةِ بِدُمُوعِ الهَالِكِينَ الوَاقِعِينَ فِي الحُبِّ_الشِّرَاكْ؟

إذْ لَا مفرّ مِنَ المَصِير… مِنَ الأُنْثَى الحَبِيبَهْ
ولا هروبَ من الحَقيقةِ الأولى-الأخِيرَه!ْ
كَأَنْ لَا بِدَايَةَ مِنْ هُنَا تَبْدُو قَرِيبَهْ
كَأنْ لَا …. لَا نِهَايَةَ لِلْمَسَافَةِ!

مِنْ هُنَاكَ، في العَالَمِ السّفليِّ، أتبيّن ضوءَ البَسِيطَةِ-الدُّنْيَا
بِسِحْرِهَا، بِالجُنُونْ
فأستلُّ مِنْ طَائِرٍ فِي الغَيْبِ رِيشَتِي
وفي الظّلمَاءِ أغمِسُهَا فَيَقْطُرُ حِبرُ دَواهْ
وأكتبُ كي أذوِّبَ شِعْرِي في وجعِ ارتسَامِ العَذَابِ على الشِّفَاهْ…
لا الحياةُ تَجْمَعُنَا هُنَا …. وَلَا أراك معي في عالم الموتى هُنَاكْ!
لِمَ لَمْ أصدّقْ دائمًا ما يَقُولُهُ الجَمْعُ الغَفِيرْ؟
أعْرِفُ أنِّي عنيدٌ فِي جُنُونِي وفِي مُرُوقِي عَنِ السِّرْبِ الكَبِيرْ!
ماذا رأيْتِ فِي كيانِي كَيْ تَلِينِي للحُبِّ المَرِيرْ؟
ماذا دهَاكِ لِكَيْ أَرَاكِ مَعِي فِي صَحْوِي وفي مَنَامِي يَا قصِيدةُ… يا عَشِيقَةَ عَرْبَدَتِي الجُنُونْ؟
مَاذَا جَنَيْنَا فِي غِوَايَةِ حُبِّنَا غَيْرَ المَرَارَةِ والخَسَارَهْ؟
يا حَبِيبَتِي، يَا بِدَايَةَ سَيْرِي العَنيدِ إلى النّهايهْ!

لكأنّي،
لم أجدْنِي
أنا أنا،
فهل…
ضيّعتُ نفْسِي إذْ أضَعْتُكِ مُذْ كَتَبْتُكِ وَاضِحَةً جَليّهْ؟

لكنّي،  أعشقُ خاتِمَتِي النّهَايهْ،
ولذا
سأظلّ أكتبُ
إنّي أحبّكِ يا حبيبتي،
يا قصيدتي،
ويا عشيقتي
فلتكتمل الحكايهْ !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*