في الذّكرى العاشرة لوفاة الشّاعر جعفر ماجد : ندوة نقديّة متميّزة : محمّد بن رجب – تونس

 

هذه الندوة عن الشاعر الراحل جعفر ماجد في الذكرى العاشرة لوفاته مهمة ..وتربك وزارة الثقافة وكل وسائل الإعلام التي لم تتفطن الى هذه المناسبة التي جعلوها تمر في صمت ..ومن المؤكد أن هذه الندوة يتحرك الهمم ..وتتحرك المؤسسة الثقافية لتنظيم ما به تنقذ ماء الوجه
جعفر ماجد شاعر كبير .ولا يمكن أن تمر ذكراه بلا حراك ولا اهتمام
…ويجب انقاذ الموقف وتنظيم ملتقيات في تونس وفي القيروان وأماكن أخرى لمزيد التعريف به وتكريمه
فقد أسعدنا جعفر ماجد طوال عمره فليس كثيرا عليه أن نفرد له ما به نكرمه ميتا حتى يبقى دوما حيا يرزق بيننا . وقد كان جعفر يعرف أنه شاعر خالد .وان ما يتركه لنا مهم جدا ومفيد ..لكننا للأسف لا نهتم ..
شكرا للباحث الدكتور محمد صالح بن عمر الذي نظم له ندوة متميزة في مقر جمعية قدماء الصادقية بالمدينة العتيقة..وساعده في تنفيذ الندوة الكاتب الباحث محمد المي الذي يستحق الشكر هو الأخر ..
وفي هذه الندوة استمعنا الى مداخلات أدبية نقدية ذات مستوى رفيع قدمها الباحثون محمد المي و مصطفى المدايني وعمر حفيظ ومنوبية بن غذاهم ومصطفى الكيلاني و فوزية الصفار الزاوق والباحثة الشابة نسرين السنوسي وابنه الشاعر بالفرنسية معز ماجد
..وكانت هناك مراوحات شعرية بين المحاضرات أمنها الشعراء سلوى الرابحي والهادي جابالله و زهور العربي .
لقد كانت الجلسة ممتعة باتم معنى الكلمة .. وهي ممتعة لأنها عميقة بمحاضراتها الأدبية الجيدة فيها اكتشافات نقدية في مواقف جعفر من الشعر فهو من ناحية مصر على روحه التراثية شعرا وعمقه الحداثي في البحوث وقراءات نقدية للشعر الفرنسي الحديث والمعاصر مثلا .
وكان يعتبر طول عمره أن الشاعر أن لم يكتب في العمودي فلايستحق
صفته ..
ومع ذلك ففي أواخر عمره كتب مجموعة كبيرة من الأشعار خارج الاوزان والتفعيلات فلا هي عمودية ولا هي من الشعر الحر ..وقد صرح ابنه المعز أن والده جعفر ما كتب الشعر المنثور إلا بعد حوارات مطولة
معه فاقنعه في النهاية بضرورة الخروج من حين إلى آخر إلى فسحة الحداثة والتجديد ..ففعل .
وفي المحاضرات ايضا سجلنا الكثير من الأفكار المهمة من تجربة ماجد في خصوص القيروان وأصدقائه الكبار الذين تمرس بالشعر معهم أمثال الشيخ مزهود والشاذلي عطاء الله ..إلى جانب الكثير من المعلومات الجديدة عن علاقاته بالنقد وموقفه من زملائه بالجامعة وصرامته في الرسائل الجامعيه. فهو لا يريد أن تنزل الأطروحات الجامعية الى المستوى المتوسط بل يجب أن تكون دائما عالية المستوى حفاظا على سمعة الجامعة التونسية
و في الندوة ذكريات طيبة عن الشاعر الراحل الذي ينطبق عليه القول الكبير”” إنما الرجل حديث بعده .””…
..وجعفر ماجد سيبقى شاعرا كبيرا كما كان حيا ..
وقد كان في هذه الندوة حاضرا بيننا… أراه ويرانا.. ..
وكان سيسعد بكل ما قيل . فقد كان يحب أن يمتدحه النقاد البارزون ويحب التعامل مع الصحافة والإعلام .
وقد كان شريكا في الاعلام الثقافي إذ كان ينتج البرامج الأدبية للإذاعة الوطنية أصدر مجلة في رحاب المعرفة التي فرضت حضورها وكسبت الاصدقاء من أهل الكلمة الأدبية الفاعلة ..
وكان يكتب الأغاني وغنى له الكثير من المطربين وبعض أشعاره الشاهقة صياغة فنية والثرية لغة تم تلحبنهت من قبيل الساحرة التي غناها الفنانة الراحلة علية .
و ومن الطريف أن أذكر أن جعفر ماجد كان لا يحب من ينتقده وخاصة النقد الذي يمر إلى الإعلام
..ويغضب كثيرا من ناقديه ..وقد يستعمل أدواته الشعرية للرد بعنف شعري هجائي…..
وننشر هنا مقالا قصيرا للدكتور محمد صالح بن عمر يتحدث فيه عن الأهداف التي تحققت بهذه الندوة الأدبية المتميزة برجالها ونسائها النقاد

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*