ليستِ الكتابةُ السّرديةُ تمرينُا تقنيًّا : محمّد صالح بن عمر

مارسال بروست

 

يتصوّر بعضهم اليوم أنّ استيعاب التّقنيات السّرديّة المفصّلة في كتب باختين وتودوروف وجبرار جينات كافٍ ليصبح الإنسان روائيّا والحال أنّ الإبداع السّرديّ مرتهن بتوفرّ الموهبة ومن علاماتها الحساسيّة المرهفة كما نرى ذلك في هذا النّصّ المقتطف من رائعة الرّوائيّ الفرنسيّ مارسال بروست في البحث عن الزّمن الضّائع:

كان عزائي الوحيدُ حينَ أصعدُ إلى غرفتي لأنامَ أنّي عندما آوي إلى فراشي آمل أن تأتيَني أمّي لتقبِّلني.لكنّ تلك التّحيّةَ المسائيّةَ كانتْ تستغرقُ وقتًا في مثلِ لمحِ البصرِ ،إذ كانتْ أمّي تعودُ أدراجَها نازلة من غرفتي في غايةِ السّرعةِ إلى حدِّ أنّ اللّحظةَ التي كنتُ أسمعُها فيها وهي تصعدُ ثمّ يصلُني فيها من الرّواقِ ذي البابِ المزدوجِ حفيفُ فستانِها المنسوجِ من الشّاشِ الأزرقِ الذي تلبسُهُ في الحديقةِ وتتدلّى منه شرائطُ صغيرةٌ مظفورةٌ ، في لونِ التّبنِ كانتْ لحظةً موجعةً

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*