حوار مع الفنّان السّوريّ عصام يوسف : أجرته :نور نديم عمران – اللاّذقيّة – سورية

صرخة ألم من أعماق كل سوري واجه قبح كل مايحيط به في حرب استنزفت كل منابع الجمال و شكلت عائقاً في وصوله إلى حياته، صرخة رفض لكل أشكال الشر أطلقها الفنان السوري عصام يوسف في معرضه الأخير في جمعية العاديات في صافيتافكانت لوحات معرضه (ياشااام) في رأي جميع من تابعه تفكيرا جماليا بمواجهة عشوائية القبح …. حول قضايا عدد من القضايا الفنية سألنا الفنان عصام لنعود بباقة جميلة من ورود أفكاره… **

الفنّان السّوريّ عصام يوسف

نور نديم عمران

 

س : أي المدارس الفنية أثرت في أسلوبك أكثر من غيرها؟وهل أنت مع فكرة إلغاء أنماط المدارس الفنية السائدة في العمل الفني ؟

ج : الفن بالنسبة إلى  الفنان هو مشوار حياتيّ ليس له خيار فيه او في اتجاهه. لذلك نر ى حاليا حالة تزاوج بين كل المدارس الفنية المسماة وحالة الفنان الإبداعية وبالنتيجة يقدم الفنان ذاته كاملة للمتلقي دون تسمية عمله تحت أي مسمى من المدارس سوى اسمه هو ، لأنه يجمع بعمله كل الحالات الفنية السابقة والتي سميت مدارس. **

س: ما هي مصادر ثقافتك الأولى وكيف تستحضرها أو تنظر إليها في هذه المرحلة من تجربتك الفنية ؟

ج: معظم مصادر ثقافة الفنان الأولى هي الذاكرة البصرية التى يحملها من خلال طفولته أو من زمن مضى على تجربتها الفنية وكانت تعني له الكثير في وقتها

س : تنطق لوحاتك بشاعرية..فهل يمكن أن تتحول اللغة الشعرية لديك إلى لوحة؟ وبعبارة  أخرى هل يمكن أن تؤثر الموسيقا في ألوانها وعناصرها؟

ج :   معظم الفنانين يحولون القصيدة إلى لوحة بتأثير من الكلمات والصور التى يراها في الحالة الشعري أو في أي حالة نثريه أو تاريخية، وأعتقد أن القارئ لأي لوحة من خلال عناصرها والعلاقة بينها والألوان وعلاقتها بعضها  ببعض سيرى أنها حالة موسيقية تعزف على قماش اللوحة. الموسيقا والفن التشكيلي هما حالة واحدة لا نستطع الفصل بينهما كما الاسم وحامله.

س : ماهي المراحل التي يمكن أن تقسم إليها تجربتك… و ما هي أبرز المعارض والملتقيات التي شاركت بها؟

ج: تقسم تجارب معظم الفنانين إلى تجربة  أولية أساسية وهي الحالة الواقعية، وكل الفترات القادمة تسمى حالات تجريبية ، أقمت معارض عدّة في دبي وبيروت ودمشق واللاذقية وملتقيات عدّة في دول مختلفة وأعتقد أن المعارض والملتقيات تعطي الفنان رؤية جديدة من خلال آراء الفنانين الذين يقدمون أنفسهم بطرق مختلفة . إن التعرف على تجارب الآخرين هي حالة غنى للفنان في تجاربه المستقبلية

 س :ما الرسالة التي أردت إيصالها في معرضك الأخير؟وكيف تصفه؟

ج : كل عمل فني يجب أن يكون له رسالة وليس فقط حالة جمالية تقدم للمتلقي؛ يجب أن يحمل العمل الفني فكرة أو رأي،وكذلك يجب أن يحمل حالة جمالية . في ما يخص المعرض الأخير الذي انتظم  في مدينة صافيتا واسمه( يا شاااام)  قد  صور حالة الوطن  في أثناء سنين الحرب السبع وكيف نراه غداً؛ كان يحمل كمّا من الجمال والحب أكثر بكثير من الكره والخراب الذي فعلته الحرب بنا.

س : كيف وجدت العلاقة بين المتلقي (الناقد_العادي) مع لوحاتك المعروضة… وبصدق أيهما يسرك إعجابه أكثر؟

ج : في ما يخص المتلقي أنا من الذين يعنينهم المتلقي العادي لسبب رئيسي وهو أن الفن حياة والحياة للجميع .لذلك أكون سعيداً جداً بوجود الجمهور غير المتخصص في الفن، كما أني لم ألتق من زمن بناقد حقيقي .وكل الذين يدعون أنهم  نقاد  لا يكتبون إلا عن أصدقائهم والمقربين منهم.وهذا ليس نقدا  حقيقيا.

س : كيف تصف المشهد الفني التشكيلي العام في سوريا ونحن ننهض بعد سنوات سبع عجاف في كل شيء؟

ج:  كان المشهد الفني قبل الحرب في حالة ازدهار فعلية  في البلاد كلها  .أما منذ أن اندلعت  الحرب  فتدهور الفن  من جر انتشار البشاعة … في كل مكان  وهكذا نجد الفنان قد  جعل من ألوانه سلاحاً لمواجهة مظاهر العنف والقبح والدمار معتمداً في ذلك كله على إحساسه العالي ورؤاه التفاؤلية

. وبقي أن نقول أن عصام يوسف من مواليد صافيتا /سورياوهو  مهندس معماري وفنان تشكيلي عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين  وعضو جمعية الفن التشكيلي الإماراتية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*