أنا العيدُ : محمّد بن رجب – قليبية – تونس

محمّد بن رجب

 

قالَ لي العيدُ..
لا أقدرُ عليكَ…فحزنُكَ كبيرٌ
والقلبُ منكَ فريدٌ…
أرضُكَ صامتةٌ وهمها كثيرٌ
تحبُلُ كلَّ يومٍ ..بعمرٍ جديدٍ….
ولا جديدَ…
مالَهُ الأفقُ منكَ منحسرٌ ؟!
والشّمسُ لا تطلعُ لكَ بل تغيبُ ..!
هلاّ أزحتَ ستارَ دنياكَ ..
واستمعتَ إلى أغاني الحياةِ
وطويتَ فيكَ ماردَكَ المنكسرَ
وأضعتَهُ في الفلاةِ……
وأنرتَ أغوارَ ذكراكَ ..حديقةَ ياقوتٍ
فالصدرُ مختنقُ لا يفصحُ
والبهاءُ يقتّرُ عليكَ ذاكَ الألقِ
والمرورُ إلى سماكَ عسيرٌ….
اخرجْ من قبرِكَ لاقتبالِ العيدْ
فشرنقتُكَ انفلقتْ ..تفتّقتْ ..صرختْ
واختلجتْ ليومٍ سعيدْ ….
وانطلقتْ….شقّتْ عبابَ الرّيحِ
بدّدتْ بالياسمينِ خجلَها العنيدَ
تبحثُ عنكَ في تلافيفِ الحزنِ
راغبةً فيكَ أيّها العيدُ
فاخرجْ..للفرحِ..
استقبلْهُ هانئًا..او ساخطًا
استقبلْهُ إذنْ …
وابتسمْ..للشّفقِ
واعقدْ معهُ من جديدٍ إشراقةً أخرى
طافحةً بالجمالِ ..والرّغبةِ ..والفرحِ

اُخرجْ من ظلمائِكَ لا تتعبِ الشّوقَ
وخذْ لك النّفسَ العميقَ
واتركْهُ حالمًا يتدفّقُ وردًا .و حياةً ..
قلتُ
أهلاً أيّها العيدُ
لا تهتمَّ لعمري القديمِ …
فما مضى قد مضى .
والعمرُ طليقٌ ..قادمٌ على عجلٍ
لا….لا …لا تبتئسْ ….إذنْ
لستَ صريعَ الحبِّ ..والموتِ
ولا تقلْ قد جُنَّ…
أنتَ تحتفي بي ….أيّها العيدُ
والعيدُ أنا ….
أنا العيدُ…
أحتفي بكَ يا صرختي الآتيةَ
لعمري الجديدِ..
فأنتَ يا قدري عيدٌ
و العيدُ أنا…..
أنا العيدُ…

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*