حَرَمُ صَمتِكَ: شعر : هالا الشّعّار –دمشق – سورية

هالا الشّعّار

 

مثلَ حجرٍ مستقرٍّ في قاعِ بركةٍ قديمةٍ ،

مثلَ ثلوجِ جبلِ الشّيخِ أواخرَ الصّيفِ ،

باردٌ صمتُكَ ، أحجُّ إليهِ وأرسلُ اشتعالي ،

يظلُ بارداً ، يا لا شتعالي الأزرقِ ،

أنا لهيبُ الأوزونِ الباردِ، الشّعلةُ الثّلجيّةُ

وأنتَ الشّعلةُ البعيدةُ ،توهّجُ نجمٍ خابٍ،

يا لصمتِكَ حينَ يتكلّمُ وَهْجًا ،

وتتوهُ في بدني التّرجماتُ.

 نبطّنُ القولَ بافتراضاتٍ ،

كمن يسعى  إلى آخرِ الرحلةِ في مستهلِّها.

 كاملُ صمتِكَ ، في حرمِهِ أتلقّى كلَّ أصنافِ الشّغفِ

باستثناءِ شغفِ الحرفِ .

اللّغةُ لا تكفي لاكتمالِ مسيرِ الشّغفِ ،

يا لصمتِكَ ، الكامنِ بأطرافِ أناملِكَ

حيثُ يكمنُ اشتعالي،

إذاً فلتسقطِ اللّغةُ ،الكلماتُ ،

ولتُكملِ اللّغةُ الشّفّافةُ اللمّاحةُ

اللّمسيّةُ مسيرَها في وقيدِ الرّوحِ .

يا للمْسِكَ ، يا للمْسِك . –

بعيدٌ محرابُ يحيى

لأكملَ ابتهالاتي

قريبٌ محرابُ صمتِكَ …..

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*