لتكوني رعويّةً : شعر : هالا الشّعار – دمشق – سورية

هالا الشّعار


يقبسُ نياطَ القلبِ فجراً ،

تحاورُهُ يراعةٌ ،

يا بنَ النّورِ ،

أينَ جذوةُ الشّغفِ؟

تمكّنَ أورفيوسُ من لهيبِكَ ،

الجذورُ الباردةُ الرّطبةُ منحتْكَ الدّخانَ الكثيفَ ،

دخانُكَ ناجمٌ عن احتراقٍ ناقصٍ ،

غيومُكَ المتجمّعةُ حولَ تخومِكَ

مجرّدُ لهبِ بائدٍ ودخانِ ،

بخورُ كهفي تبعثُ على قشعريرةٍ

تجتاحُ أوصالَ  الرّوحِ  ،

لأنّني المتبعثرةث في أركان قصيدة

المتوحّدة الوحيدةُ كمنارةٍ ،

أجرُّ خلفي قلبي نحوَ كهفي ،

حيثُ لا صدًى للصّوتِ ،

حيثُ أنا المدينةُ المرصودةُ

لروائحِ هذا الموتِ.

الموتُ يا ابتي

قد يكونُ قافيةً ،

قد يكونُ شراعًا ،

أخاطبُكَ لأُسمِعَني،

أيّهّا التوحّدُ،

مئذنةُ لمسجدٍ مهدومٍ أنا ،

تؤذّنُ فيه الرّيحُ مواقيتَ فراغٍ ،

عطشُ القلبِ يتبعثرُ فيه الهزيمُ ،

ويُصادَرُ لصالحِ الوجعِ

 أيُّ عثارٍ يا بنةَ الرّملِ ،

والماءُ والعبارةُ الممجوجةُ ، وثقوبُ النّايِ المغلقةُ

قومي لُمّي بعضَكَ ،

اصطنعي هيكلاً عظميّاً ،

قبل أن تقتاتَ شتاتَكِ الكلابُ البريّةُ

 لكِ في الأرملةِ السّوداءِ مثلاً ،

اعتلي الشّبكةَ ،

غلّفي مؤونةَ الشّتاءِ ،

باشري سمفونيّتَكِ

ولتكوني رعويّةً . .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*