عيشٌ على انفرادٍ :كمال تاجا – شاعر سوريّ مقيم بكوالالامبور ماليزيا

كمال تاجا

 
في اللّيلِ
وسنٌ يناغي
سهادًا
على طرحِ
النّعاسِ
فوقَ أراجيحِ
الكرى

*
ويأخذُنا هلعٌ يشتدُّ
مع طرقٍ خفيفٍ
على أبوابٍ
تفتحً ردفتيْ هواجسِنا
على ذعرٍ
من ذئبٍ منقضٍّ
*
و بالجوارِ
أشجارٌ جرداءُ
تهزّها ريحٌ
لحفيفٍ بعيدٍ
يقرقعُ بأغصانٍ
لا ندركُ وقعَها
*
و على العتبات تتطايرُ
أوراقٌ يابسةٌ صفراءُ
تجرُّ جثّةَ هسيسٍ
مستترٍ
لنصغيَ  إلى كلِّ حركةٍ
خلفَ ستائرَ
لم نغلقْها بعدُ

*
ليتناهى إلى سمعِنا
مصادفةًِ
أزيزُ رصاصٍ
ينكمشً بزنادِ
بندقيّةِ أحاسيسِنا
ونحنُ نطويه
في أخمصِ عواطفِنا
متأهّبًاً للانطلاقِ
نحوَ خرقِ هدفٍ
غيرِ محدّدٍ
*
وندوسَ على مساميرَ
لا وخزَ لها
مقزّزةٌ للنّفسِ

*
ونرهفُ السّمعَ
لجلجلةِ الهسيسِ
فوقَ زجاجٍ محطّمٍ
على أرضٍ هشّةِ
*
ونتتبّعُ وشوشةَ
قرعِ
أجراسٍ غريبةٍ
ووقعَ الرّنينِ
يقفُ على مشارفِ السّمعْ
*
مع بضعِ دوساتٍ
هنا وهناك
على عتباتِ أبوابِ
لم يدقّ عليها
وطءٌ غريبٌ
من قبلُ
*
لنعثرَ على وقعِ دربكةِ
خطىً
تتنقّلُ في أمكنةٍ
غيرِ معهودةٍ
لتثيرَ مخاوفَنا

*
ونحنُ نبحثُ عن  
شبحٍ غامضٍ
و طيفٍ خفيٍّ
يبدّلُ ملامحَهُ
حتّى لا ينكشفَ أمرُهُ
وحسبما
نولّي أنظارَنا

*
و نصادفُ عن طيبٍ خاطرٍ
صبًّا حائرًا
يرفضُ أن يعاشرَ
وحشتَهُ
بعد أن حُلّتْ له
عقدةُ لسانِ حالِها

*
و نواظبُ على صدِّ
أطيافٍ مبهمةٍ
وطردِ أشباحٍ غامضةٍ
ونفاجئُ خيالاتٍ مربكةً
وهي ترتكبُ
الفاحشةَ
ونكنسُ ظلالاً مارقةً
لا يمكنُ لملمتُها
في سلّةِ مهملاتٍ
هي محطُّ أنظارِنا
لنجمعََها إلى جانبِِ
حائطٍٍ
*
ونتبارى
في نزعِ كلِّ ملابسِ تآلفِنا
وعلى انفرادٍ
*
لنسكنَ إلى جانبِ
غابةٍ موحشةٍ
كأعشاشٍ هشّةٍ
من قشِّ
 الكآبةِ
وفي عناقِ
وحدةٍ خانقةٍ
*
وبغتةَ
وعلى حينِ غرّةٍ
نشرئبُّ لنتحلَّى
بحسنٍ رائعٍ
وبقدٍّ ميّاسٍ
للجلوسِ على السّدّةِ
*
ونتركُ كوامنَنا
لتحلَّ عقدةَ
انكماشِنا على مخاوفِنا
لتبدوَ مطامحُنا
كعروسٍ مرتقبةٍ
مع دعواتٍ حثيثةٍ
على الأرائكِ الممدودةِ
لنطأَها
كيفما نريدُ
وعلى انفرادٍ
*
ولنعاشرَ ألفةَ
استيلادِ
ما نشاءُ  من أولادٍ
وأحفادٍ
يسكنونَ إلينا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*