دربُ الأراجيحِ مغلقٌ : حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك

حسن العاصي

 

1

لا فطامَ للغابةِ الحافيةِ
من جنونٍ المطرِ
يغسلُ خطايا الشّجرِ
حينَ استيقظتْ عصافيرُ الصّباحِ
أغلقَ الغيمُ نوافذَهُ
ونامَ

2
كيفَ للمنكسرِ على أعتابِ الحقولِ
أن يقبضَ على أحلامٍ موصدةٍ
تسقطُ فوقَ البيادرِ
أوراقًا ظمأى
تذروها الرّيحُ الحزينةُ

3
يتدحرجُ صدرُ الحزنِ
في حكايةِ الجدّةِ
موحشٌ هذا الغيابُ
تتكوّرُ الطّفلةُ فوقَ صورةِ الأمِّ
مازال قلبُها صغيرًا
جدًّا صغيرًا

4
قد بلغَ الاحتضارُ بذرةَ الحياةِ
يرشحُ شجرُ السّنديانِ
بخارًا أصفرَ
قال لها أعينيني على الوَرَعِِ
قالتْ
كيف نراوغُ الطّيفَ المتعرّجَ
في نافذةِ الموتِ
ونحنُ عراةٌ؟
أخشى أن أفقدَكَ

5
لا شيءَ يختمُ سفرَ الانشطارِ
لا تراتيلُ التّكوينِ
ولا رقصُ الدّراويشِ.
المدينةُ أغلقتِ الصّلاةَ
لتتكاثرَ الأكفانُ

6
تفاصيلُ الحزنِ
ويدُكَ المنزّهةُ عن أوجاعي
يقتحمانِ ثرثرةَ القصيدةِ
وعربةُ الدّموعِ التي داهمتْني
شيّعتني على أكفِّ الصّمتِ

7
جنائزُ الغرباءِ
على بعدِ طفولةٍ
من باحةِ البكاءِ
نعشٌ يسترقُ الحياةَ
لكنَّ
دربَ الأراجيحِ مغلقٌ

8
المواسمُ كئيبةٌ
والحقلُ حزينٌ
خلفَ السّورِ تسيرُ قوافلُ الجوعِ
يوشكُ المطرُ أن يرتبكَ

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*