قمّرتُ من المواضعِ التي يشدُّني فيها الحنينُ إلى عهد طفولتي : محمّد صالح بن عمر

يسمّى هذا الموقعُ قَمَّرْتْ.وهو يوجد في أقصى شمال الضّواحي الشّماليّة لتونس العاصمة.في أثناء طفولتي بين الثّالثة عشرة والخامسة عشرة كنت أنتمي إلى منظّمة الكشّافة بمسقط رأسي قرطاج .وقد كانت تضمّ ثلاث مجموعات تسمّى”طلائع”(طليعة الأسُود – طليعة الغزلان- طليعة الخطاطيف) .وكنت قائدا لطليعة الخطاطيف .كنّا كثيرا ما نخيِّم في غابة قمّرت التي تبعد عن قرطاج قرابة السّتة كيلومترات مدّة أسبوع كامل .فنسير إليها على أقدامنا في زيّ الكشّافة ومنظّمين في صفّ طويل على هيئة الفوج العسكريّ ، رافعين عقيرتنا بالأناشيد الوطنيّة .وفي ذلك الوقت لم يكن في تلك المنطقة سوى قرية صغيرة تحمل اسم قمّرت .وهي اليوم مدينة تحيط بها فنادق وقصور فخمة يملكها ملياردارات البلاد. وكلّما زرتها أحسست بكآبة شديدة تستولي عليّ دون أن أعرف السّبب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*