خصائص اللّغة العربيّة (7) : مطابقة العدد للمعدود في الجنس 2 فبراير,2018 هل نقول : السَّمَكاتُ الثلاث والخِرْفانُ الثلاثةُ ؟ أم هل نقول : السَّمَكاتُ الثلاثة و الخِرْفانُ الثلاثُ ؟ أيْ إننا إذا وصفنا المعدودَ بالعددِ فهل يطابقُه العددُ في التأنيث والتذكير ؟ الجواب : إذا جيء بالعدد لوصف المعدود فإنّه حسب ما جاء في القرآن الكريم لا يطابقه في الجنس نحو قوله تعالى ” تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ” ( الإسراء : 44 ) وقوله : ” وَلَيَالٍ عَشْرٍ “ ( الفجر : 2 ) . لكنّ النّحاة البغداديّين – وهم متأخّرون إذ ظهروا بداية من أواخر القرن الثّالث الهجريّ – ذهبوا إلى أنّ العدد في هذه الحالة يجوز أن يطابق المعدودَ وأن يخالفه حسب مشيئة المتكلّم . وفي هذا يقول المحقّق العربي المعاصر محمّد محيي الدّين عبد الحميد أخذا بهذا المذهب :” الصّورة الثّانية: أن تَذْكُرَ المعدودَ ثمّ تصفه باسم العدد ، وهذه الصّورة تتجاذبها قاعدتان : الأولى قاعدةُ العدد مع المعدود وهي تقتضي تأنيثَ العدد مع المعدود المذكّر و عكسَهُ ، فتقول تطبيقاً لها (عندي رجالٌ ثلاثةٌ) و (عندي فتياتٌ ثلاثٌ) والقاعدة الثّانية قاعدةُ الصّفةِ مع الموصوف وهي تقتضي موافقةَ الصّفةِ للموصوف في التّذكير والتّأنيث ، فتقولَ تطبيقاً لها (عندي رجالٌ ثلاثٌ) و (عندي فتياتٌ ثلاثةٌ) .فلمّا تجاذبت هذه الصّورةَ قاعدةُ العدد مع المعدود وقاعدةُ النعت مع المنعوت جاز لك أن تُراعيَ الأولى فتؤنّثَ العددَ مع المعدود المذكّر وتذكِّرَ العددَ مع المعدود المؤنّث ، وجاز لك مراعاةُ الثّانيةِ فتذكِّرَ العددَ مع المعدود المذكّرِ وتؤنِّثَ العددَ مع المعدود المؤنّث”. لكنّ هذا التّجويز لم يرد عن النّحاة البصريّين والكوفيّين . وهو ،في تقديرنا، مُمتنِعٌ إذ لا تستسيغُ الأذنُ العربيّةُ عبارةً مثل: المؤمنون الثّلاثُ والمعلمّون الخمسُ . والأسلم أن نقول : المؤمنونَ الثّلاثةُ والمعلّمونَ الخمسةُ . 2018-02-02 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet