خمس قصص قصيرة جدّا :محمّد بوحوش – توزر – تونس.

محمّد بوحوش

 

خبرٌ عجيبٌ

 

– الحادثة مجرّد سقوط صخرة  في القرية، قال الرّاوي.

– شاع الخبر بين الأهالي، وقالوا:إنّها كتلة ألماس، هبة السّماء إلينا.

– عمدة القرية: أمر بكسر الصّخرة والاستحواذ على جزئها الأكبر.

– المراسل الصّحفي:كتب ما يلي:كتلة ألماس ضخمة تسقط بقرية نائية .

– رئيس فرقة الحرس الوطني:كتب تقريرا مفصّلا مفاده أنّ صخرة ضخمة يعتقد أنّها من الألماس الخالص سقطت وسط القرية وأشاعت الفوضى بين الأهالي.

– خبير المعادن:قدم إلى القرية رفقة الحرس الجمهوريّ ومعهم معدّات لنقل صخرة الألماس باعتبارها ملكا للدّولة.

– في اليوم الموالي:نظّم أهالي القرية تظاهرة ضخمة وأغلقوا الطّرقات وأحرقوا مركز الحرس الوطني، مطالبين  الحكومة بحصّتهم من كتلة الألماس باعتبارها ملكا للقرية.

– في صباح الغد:الحكومة تحقّق في الأمر، وتأمر باعتقال  المشاغبين .

– الرّواي:جلس مساء على ربوة و كتب قصّة سقوط  صخرة الألماس ثمّ أرسلها إلى مجلّة “قصص من الخيال”.

قارئةُ الكفِّ

 

قرأت كفّه اليمنى، تمتمت، وقالت له:آه، يا قصير العمر.تلعثم، وأجهش بالبكاء، وصاح:لمن سأترك المائة مليون درهم؟ تناولت العرّافة كفّه اليسرى وقالت:هنا، عمرك أطول،يا سعيد الحظّ، ابتسم …ورشقها بألف درهم.

الرّئيسُ

 

عُزل لكنّه ظلّ يعطي توجيهاته ويخطب في الشّعب ،مذكّرا إيّاه بإنجازاته الكبيرة..كان الرّئيس يكرّر بأنّه من خلق شعبا، وعمّر أرضا، وزرع حقولا…لم يعترف بعزله، وظلّ يتوهّم شعبا، ويردّد خطبا…

 في أحلامه.

 

في عيدِ العمّالِ

 

في عيد العمّال ألقى رئيس الحكومة خطابا في قصر البرلمان فقال:”أيّها العمّال أفنوا العمر كدّا، واكتسابا”،
وقال…وقال…ثمّ أنهى خطابه.
في ساحة العمّال كان أمين عامّ النّقابات يخطب في حشد من العمّال فيقول: س… و.. س….و.. س…وستنعمون برغد العيش!
حتّى فاجأته مظاهرة تقودها جماهير الحمير الغفيرة .

تقدّم زعيمهم فقال:لا بدّ لنا من نقابة يا سيّدي الأمين العامّ، فنحن أكثر الكائنات كدّا واجتهادا، واضطهادا.

غضب الأمين العامّ، وقطع في الحين خطابه.
من الغد كتب زعيم حزب العمّال مقالا مطوّلا في جريدة الثّورة حول تجريد المالكين الصّغار من وسائل إنتاجهم.

( بعد أيّام تجمّع الحمير ،محتجّين، في تظاهرة ضحك بالعاصمة).

 

 

كتابه

 

فتح الكتاب، تصفّحه، قرأ بعض فقراته وضعه تحت الوسادة، ثمّ نام…

استيقظ صباحا، فلم  يجد الكتاب الذي قرأه

في حلم البارحة.

 


* من مجموعتي : قصص قصيرة جدّا الموسومة ب”ضحك أسود”  الصّادرة مؤخّرا عن دار الاتّحاد للنّشر والتّوزيع ، تونس، الثلاثيّة الأخيرة من سنة 2017

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*