جذور ٌجديدةٌ : شعر: عبد العزيز الحيدر- بغداد – العراق

عبد العزيز الحيدر

 

داخلَ  القوقعةِ

المجهولةِ الاتّجاهاتِ

حركاتُنا مقيّدةٌ  بسوائلَ لزجةٍ

عفنةٍ

تفرزُها حشراتُ المستقبلِ

أم توابيتُ الأجدادِ؟

 

نعمْ محشورٌ في قواميسَ قديمةٍ

قواميسَ من ترابٍ

وقواميسَ لم تتشكلُ بعدُ

للغةٍ أسمى من….. يا صديقي

لغةٍ تذرفً من الدّموعِ

وتشنّجاتٍ في عضلاتِ القلبِ

لغةٍ أبعدَ من أقداحِ الجَعَةِ  اللّذيذةِ

ألذَّ من كلِّ ما في محفظتِكَ مهما انتفختْ

نتحدّثُ عن كونٍ آخرَ

و إضاءاتٍ

بألوانِ قوسِ قزحَ

عن قصائدَ لا  بدَّ أن تعادَ على مسامِعِنا مئاتَ المرّاتِ

 دونَ مللٍ.

 

قصائدُ كونيّةٌ

قصائدُ شاهدةٌ

من هيكلِها المقدّسِ  تبرزُ آلافَ الأذرعِ

آلافَ السّيقانِ الزّاحفةِ للّحاقِ بماردِ الزّمنِ

عصفور الزمن المخادع

النّطّاطُ في الغاباتِ السّوداءِ

 وفوقَ مستنقعاتِ الذّاكرةِ.

 

ليسَ النّضوبُ ما أعاني  يا صاحبي

فأنا مرتّلُ الكنيسةِ

وأنا  صاحبُ النّايِ القديمِ

الذي أعانيهِ

هو الرّحيلُ القاسي للقرونِ الجميلةِ

 

لقد تسرّبتِ الحكاياتُ

والتّلفازُ ما عادَ أبيضَ وأسودَ

تآمرتْ علينا ألوانُهُ  المستهزئةُ

وأنتَ تتآمرُ

وأنا أضحكُ

وهم ضجرونَ.

 

في هذا الخريفِ الجميلِ

سأغلقُ الكثيرَ من الدّفاترِ التي بقيتْ بيضاءَ.

 

لعلَّ شيئًا مّا 

صفيرًا غريبًا من زوايا السّريرْ

أو طرقًا على بابٍ مفتوحِ

يثيرُ ويستفزُّ الباليتِ.

 

ولعلّي

أهديك شيئًا لم ينشرْ بعدُ.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*