دبيبٌ :قصيدةٌ جديدةٌ لعبد العزيز الحيدر- بغداد – العراق

عبد العزيز الحيدر

 

دبيبٌ  في ألأرضِ

دبيبٌ في الرّياحِ

في الشّمسِ

دبيبٌ  في

ألمقابرِ  البعيدةِ

في البحارِ

لا نومَ هذه اللّيلةَ

والعالمُ  غادرتْهُ قوافلُ ألأحلامِ

الأرواحُ ألعاريةُ الباردةُ

تجتمعُ حولَ موعدٍ لم يتمَّ الاتّفاقِ حولَهُ

تجتمعُ الأحلامُ صاعدةً إلى قمّةٍ من غبارٍ كثيفٍ

من زرقةٍ معتّقةٍ

من عفنٍ مختلطٍ بروائحِ ألرّذيلةِ

لا أحدَ يفكُّ قيودَنا

جميلةٌ عبوديّةٌ تقودُ  إلى الانتقامِ

نحنُ نغادرُ إلى منحدرِ النّهرِ

لنقدّمَ ثمنًا…..لنذورٍ عتيقةٍ…. وقسمٍ  غليظٍ

الملائكةُ تنتظرُنا

تحتَ جفونِ الجسرِ

والضّفادعُ والأسماكُ

الزّنابقُ ألسّامّةُ السّوداءُ

الوجوهُ المسحوبةُ  بشدّةٍ

السّخريةُ من احتفالاتِ المغادرةِ هذه

أرواحُنا العاريةُ تصفّقُ للشّياطينِ المستقبلةِ

أيُّ وطنٍ جديدٍ هذا

يقسِّمُ علينا حفناتٍ من الحزنِ

وبطاقاتِ المرورِ في ممالكِ الدّيدانِ والعويلِ بسلامٍ

دبيبٌ في أغصانِ المأتمِ

في الصّحونِ العائدةِ من الجوامعِ

دبيبٌ

الدّفاترُ التي تركناها بقذاراتِ  عالمٍ أسودَ قبيحٍ

دبيبُ النّملِ  ..أوّلُ المستقبلينَ

دبيبُ اللّيلةِ الأولى

من سعادةِ الغربةِ الأزليّةِ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*