استيقاظٌ : شعر: عبد العزيز الحيدر – بغداد – العراق

عبد العزيز الحيدر

 

السّماءُ لا تعرفُ الوقتَ

السّماءُ تستمدُّ قوتَها

من الرّياحِ

استيقاظُ الشّمسِ…

سعالُ العجائزِ….

تفتُّحُ البراعمِ الجديدةِ

واستقبالُ النّدى

امتلاءُ الضّروعِ ….

حركةُ القُرادِ تحتَ الصّوفِ الأشعثِ

السّماءُ تستيقظُ..

من أجلِ أن تتيحَ الوقتَ للمياهِ بالتّدفّقِ من الينبوعِ الذّهبيِّ

من أجلِ أن نسمعَ صفيرَ القطارِ الصّباحيِّ

وصراخَ الأمّهاتِ المشغولاتِ بمئاتِ الأمورِ الصّغيرةِ

ليسَ أقلُّها إعدادَ أحذية الأطفالِ

والتّأكدَ من أزرارِ القمصانِ

ووضعَ أبريقِ الشّايِ.

السّماءُ تستيقظُ

للاعتذارِ لكأسٍ غيرِ مكتملٍ

ورأسٍ غابتَ في السّكرِ

وأحلامٍ لا يمكنُ تذكّرُها أبدًا

إنّها لا تعترفُ إلاّ بتدفّقِ الحركةِ

وامتزاجِ الألوانِ

وإيقاعاتِ الحبِّ المنتشرةِ

في الشّوارعِ

والأفرانِ…

وأبوابُ المدارسِ والدّوائرِ

لا تعترفُ بأيِّ دينٍ أو طائفةٍ

بأيِّ قوميّةٍ أو خارطةٍ

أو موقعٍ على الشّبكةِ

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*