لطّوف العبد الله ، كاتب خواطر سوري مقيم بتونس : دَورَةُ النّهارِ :خاطرة- سلسلة : يَوْميّاتُ ثَرْثَارٍ

 

 

ينسلّ من رحم الليل كلّ فجر فتُكبِّر المآذن: “الله أكبر”. يبدأ الصبح يتسرّب عبر الأهداب إلى العيون يداعب الآمال والأحلام.يتعالى الصدى نحو السّماء حاملا معه بنت النهار وهي تحبو قرصا أحمر اللون أمام الناظرين. تتلألأ في الضحى كالغواني إلى أن تبلغ كبد السّماء، فينزف نور قلبها حبّا وعطاءً على العالمين، ثمّ تذوي فيحملها النّهار متّكئا إلى نفسه ، شاحب الوجه ،خافت النّور يثير الوجع في النّفوس والآسي وهو يتسلّل بين الدور والأشجار إلى أنْ يتلاشى في أحضان الظلام، فيُدفن في جوفه مع الحكايات التي شاهدها بعين شمسه ويتجسّد نطفة في رحم الليل ليلد نهارا آخر لا يختلف في دورته إلّا باختلاف الحكايات والآمال الجديدة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*