أنتَ كالبحرِ …كيفَ بكَ لا أكونُ ؟:! شعر : محمّد بن رجب – قليبية – تونس

محمّد بن رجب

 

شاهدٌ أنا على ما يفعلُ البحرُ
غاضبٌ هو
أم يرتعُ معي في هدوءٍ 
بعدَها …تحديدًا…
لا شيءَ يثيرُ دهشتَهُ
ولا أنا أغيّرُ مساراتي 
هائجٌ هو ….
أم صديقٌ المحبّينَ
يبقى دومًا طافحًا بالحبِّ؟

كيف لي……
أن لا احبُّكَ أيّها البحرُ الجسورُ…
يأتيكَ النّاسُ كلُّهمْ…
على صخورِكَ يعشقونَ….
كانتْ هنا 
هي كانتْ هنا ..
تعشَقُ نفسَ الصّخرةِ..
أليفةٌ هي لا تخون 
وعلى شاطئكَ يرى النّاسُ المستقبلَ 
أقدامُهم تدغدغُها همومُ البحرِ 
أو قلْ هي همومُهم ….
كلّهمْ واحدٌ …وأنا معهمْ 
قلوبُهم شتّى
إلآّيَ ….فأنا متفرّدٌ..بكَ …
أحبُّكَ …
وأنتَ تعرفُ سرّي
أجلسُ على الصّخرةِ نفسِها
أرجوكَ أن تبثَّني بوْحَها 
همسَها ….وحدَكَ منْ سمعَهُ 
وحدَكَ طويتَهُ بين الضّلوعِ
فهل تبثّني سرَّ همسِها …؟
ماذا كانتْ تقولُ …؟!!
قلبي ..أبدًا لا يعرفُ إلاّ طريقَك…
أنت ..أنت فقط من يعيدُها إليَّ
أنا العارفُ بموسيقى إلحانِها الصّامتةِ إليكَ 
أخرجُ إليكَ كلَّ فجرٍ 
أسترقُ بعضَ ألحانِها الشّجيّةِ 
كانتْ تخفيها بينَ ثنايا قلبِها الكبيرِ
كم كانتْ صامتةً عندَما تحبُّني أكثرَ
يا بحرُ.
كنتَ أنتَ وحدَكَ تسجّلُ بوحَها 
فماذا كانتْ تقولُ ؟:!
أعرفُ أنّها تصرخُ لكَ بحبّي في صمتٍ
ما باحتْ به لي صمتًا 
همستْ به إليكَ….
أنت وحدَكَ… 
 تحملُ ما كانتْ تبثُّهُ 
فكنْ أرحمَ منها 
وقلْ شيئًا عنها 
و إن شئتَ لا تبحْ بسرِّها
قلْ من هي ؟؟!!
كيفَ كنتَ تراها ؟
أيُّ إحساسٍ كنتَ تحملُهُ لها …
هل بثثتَها سرَّكَ… ….؟!
الثورةُ هي أعماقُكَ 
وأنا الثّائرُ أبدًا 
هل أراكَ في أغوارك؟ 
أم أراكَ لمّا تثورُ؟ 
أم تراني ما كنتُ ثائرًا ولن أكونَ؟…
هي التي أحبّتْكَ 
هي التي هامتْ بكَ حدَّ الجنونِ 
نورةُ كانتْ هنا على شاطئكَ 
حبُّها للبحرِ لم تكتُبْهُ القصائدُ
كانتْ …تبحرُ في زوارقَ تغيّرُها كلَّ مساءٍ 
ألوانُها شتّى …تختارُها بفنٍّ 
ألوانُها عدّةٌ ..تجمعُها بذوقٍ 
إلاّ لوني..تذوبُ فيه …
كالبحرِ لوني ..هي التي قالتْ …
وأضافتْ مرّةً
أنتَ مثلَ البحرِ مجنونٌ 
فكيفَ بكَ لا أكونُ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*