غيابُ الصّدى : خاطرة : رحيم صالح – السّلميّة – سورية

رحيم صالح

كيفَ ألتقطُ صورتي
من الهواءِ..
واللّوحاتُ الرّاقصةُ
تضيّقُ الخناقَ..
على وجهي؟
العابرون أشباحُ المرايا
يَرصفونَ الماءَ
مطراً..
على خواصرِ الجدرانِ
كيف أفتحُث عيني..
أمام رُسل الضّبابَ!!
سيمرُّ من حولي المكانُ
وأنا جليسُ النّارِ
أحاصرُ في دمي الأمطارَ
فكيدُ البردِ قاتلٌ
أرتّلُ العثراتِ..
على موسيقى الرّيبِ
أحكُّ جلدي بما تبقَّى..
للعناقِ من ضِفافٍ
وجعي يداهمُ وحدتي
كي يقاسمَها الألمَ
وجهي انحصارُ الصّوتِ
خلفَ أضلاعِ الرّياحِ..
ينبضُ على مدارِ اللّيلِ.
الخناقُ باتَ  مخيِّماً..
يقبعُ حولَ ذاكرتي
وصورتي أشلاءٌ. 
الوقتُ يعبرُ دونَ تذكرةٍ
يهاجرُ ربّما أيضاً..كالمكانِ
جسدي يقلّدُ الأزهارَ
دونَ رائحةٍ
هو وِجهةُ المنسيِّ في الذّكرى
تتلمذَ على يدِ الحدودِ
فصارَ الجلدُ أقسى..
من جدارِ البيتِ
أواعدُ الشّرفاتِ فارغةً..
وموحشةً
أعلّقُ أكمامَ اشتياقي
على طولِ الندى
كي لا تجفَّ من الأملِ
كي لا أموتَ بلا صدى

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*