سلامٌ عليها : شعر: محمّد بن رجب – تونس

الشّاعر التّونسيّ محمّد بن رجب رفقة المرحومة زوجته

سلامٌ عليها

 سلامٌ عليَّ في بعدِها

سلامٌ عليكِ…

سلامٌ على من نجمُهُ ضاعَ

في زحامِ الإشراقِ

و في ألقِ الأشواقِ .

تنتحرُ أيّامُهُ في دمِهِ

وتنتفي في الأفاقِ

وتطلعُ أسماؤهُ كلُّها من الأعماقِ

 من علّمهُ الأسماءُ كلُّها……

ولم يتعلّمِ الإبحارَ في البرزخِ

ولا تعلّمَ كيفَ ترسو الأفلاكُ

إذا ما تاهتْ في الإحزانِ

بلا طوقِ نجاةٍ.

ليمنعَ أفولَ البهاءِ

وراءَ الكونِ و..الأحداقِ.

فتلعنُ عشقَهُ ..هذي الأرضُ

وتُهدرُ دمَهُ تلك السّماءُ

وتينعُ في شرايينِهِ الأشواكُ

متى تنحلُّ غربتُهُ

ويرحلُ عن هذا الزّمانِ

فهل هو جاهزٌ للموتِ في الفلاةِ ….

وهل تقرّرُ سقوطَ آخرِ الأوراقِ

من دفاترِ الحبِّ والحياةِ ……

وتقسو أيّامُهُ في الرّوحِ

فلا شفاءَ لها ولا ترياقَ ….

هو لا يملكُ المجدافَ …

ولا يعرفُ كيفَ يطيرُ

قطارُهُ في المحطّةِ الأخيرةِ

لا عودةَ ..ولا مسيرَ ….

أنا وأنتِ

كم عرفْنا سكينةَ الرّوحِ ….

و كم تدثّرْنا بتلافيفِ السّلامِ ….

و اليومَ هل أعودُ وحدي

إلى الشّاطئِ بلا عنوانٍ …..

أنا يا سيّدتي لا أعرفُ كيفَ أصوغُ الكلامَ

فلا أنا صاحبُ عواصفَ

ولا أنا ذو صلابةٍ و نفوذٍ

أنا فقط بعضُ حسٍّ وعواطفَ

يأتيه الموتُ الزّؤامُ

فلا يردُّ ريحَها

ولا يقدرُ على سمومِها

ولا يرفضُ ذاكَ العدمَ…..

يا أنتَ …يا موتُ

أيّها العدمُ …….

محمّد بن رجب 26 مارس 2016

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*