سماءٌ مقلوبةٌ : شعر : خلود شرف – المجيمر – السّويداء – سورية

خلود شرف

غسلَتْني أُمّي بحليبِ أُمومَتِها،

وألبَستْني طوقاً يمتدُّ إلى عذريّةِ نهديّ،

 تاركةً للظّهيرةِ مرتعاً على سُمرتي،

 القدمانِ عاريتانِ

تلامسانِ فُتاتَ الخجلِ المارقِ من عينيَّ،

وتسعى اليمامتَانِ

إلى معابدِ الصّخورِ المصقولةِ

من دموعِ إناثٍ تضرّعْنَ إلى الرّبّة.

 أيتُّها الصّغيرةُ النّائمةُ على الماءِ

ينابيعُ قرابينِكِ تَسكِبُ عَمادتَك على الزّهرِ

كي يصابَ بقداستِكِ،

فدثِّري بقايا الحبِّ نبوُّةً،

وسأغفو معكِ على عرشِ النّهارِ في بساتينِ الآلهة.

كلَّمَني الرّبُّ برؤاي:

إني سأشقُّ وجهَ الأرضِ بمنجلٍ

وأدوسُ على سماءٍ مقلوبةٍ،

غيمُها صوفٌ يرعى تحتَ أنفاسي.

مرَّ شابٌ بنظرهِ على نوري،

كنتُ ألعبُ معَ وجهي في النّهرِ,

رمى قلبَهُ على الظّلِّ بيننا

ثمّ رمى صوتَه على صداهُ

فاختلطَ بينهما اسمي وما سمعتُهُ،

فرمى الرّيحَ على كتفي وقال:

اعذريني لا أحتملُ طقوسَكِ المُتقلِّبةَ.

سالتْ دموعِي لآلئَ خبّأها المحارُ

 قُرباناً لما تبقّى من حبٍّ

فأهاجَ البحرُ أنهارَهُ إشفاقاً على حزني.

كنتُ قلقةً

فَحَمَلَني النّومُ على وَسادتِه التّعبةِ،

واستيقظَ فيَّ أيلولُ خَمِرَاً,

وعواءُ أبديّتي ملأَ فصولَ الذّاكرةِ.

ما غفوتُ

وما عادَ نجمي من موكبهِ

إلاّ ليعقدَ نبوّتي

في حليبِ الأمومةِ.

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*