لكمْ مرايا النّرجسيّةِ : شعر : زهور العربي – تونس

زهور العربي

 

لكمْ مرايا النّرجسيّةِ

ولي ظلمةُ الأصدافِ

لي مراكبُ التّيّاراتِ الهوجاءِ

أمتطيها عاريةً منكمْ

أقاطعُ دروبًا أضيقَ من خطايَ

خفيفةً من غَبَشِ زيفِكمْ

أراوغُ هدهدةً تُغوي ثورتي

ها هنا …….أنا …

تلك التي شيّدتْ وكرَها في العراءِ

تلك التي ترتشِفُ قبل الوردِ رضابَ

الأصباحِ الأبكارِ

وتتشبّعُ بالمنِّ قبل طيورِ الفجرِ

تلك الّتي تنقّبُ في أعماقِ الضّادِ عن لغةٍ…

بلا ماضٍ

لغةٍ لم تذُبْ على سريرِ البوحِ

ولم تسكرْ بماءِ يراعٍ فَحْلٍ  ذاتَ نشوةٍ

ما زلتُ هنا غريبةً

ألاحقُ أسرابَ الأحلامِ الهاربةِ

أفتّشُ في أكوامِ الذّكرى

وبينَ الطّحالبِ الشّائكةِ

عن أبجديّةٍ تهزمُ مفرداتٍ مُستنزفةً

عن حروفٍ صعاليكَ تعافُ دروبًا سالكةً

ها هنا ……..في التّيْهاءِ

ما زلتُ مصلوبةً على علامةِ استفهامٍ

خارجَ زبدِ التّقويمِ

عاريةً منكمْ ، من رتابةِ الأخبارِ، والصّورِ المفبركةِ

من ناياتٍ تنشّزُ عُنوةً   لتَعزفَكمْ

مازلتُ في عشّي ذاك الذّي شيّدتُهُ بهشيمِ الأماني

أجاورُ النّوارسَ المنسيّةَ

أتشكّل كما أشتهي :

-صفيرَ ريحٍ

-هديرَ موجٍ

-أهازيجَ غجرٍ

-صليلَ صمتٍ

تلك  أبجديّةُ “زهورَ”

وحدها تكتبُني على بياضِ الأفقِ

 عربدةً متفرّدةً

فأرفُّ

أخفُّ

أشفُّ …

أنداحُ…    

أنداحُ أجنحةً

بحجمِ  وطنٍ بينَ الضّلوعِ  ينبضُ

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*