مشروع الشّعر العالميّ للنّاقد والمترجم التّونسيّ محمّد صالح بن عمر ( الجزء الثّالث):

الباقة الثّالثة : مؤلّفات نقديّة :

 

كتابان صدرا :

 

تعاليق نقديّة  لمحمّد صالح بن عمر  على ديوان نامستي ( تحيّة الاحترام عند الهنود)للشّاعرة الفرنسيّة دومينيك مونولار :

13533192_10206928681318771_2110740807542636694_n731437_lcl_c14_1

ولدت وفيليا الزّيانيّ – واسمها الحقيقيّ دومينيك مونتولار الزّيانيّ – في شهر أفريل/نيسان بفرنسا. تقيم بمدينة ليموج وتعمل موظّفة بالمجلس العامّ لفيان العليا. أغراضيّا هي متخصّصة أو تكاد في اللّون العشقيّ. ونوع الحبّ الذي تتعلّق به هو الحبّ الرّوحيّ الاندماجيّ الشّبيه إلى حدّ بعيد بالحبّ العذريّ العربيّ الذي ازدهر ببوادي الحجاز في القرن الأوّل الهجريّ، مع مسحة صوفيّة خفيفة من المحتمل أنّها استوحتها من بعض الطّرق الصّوفيّة النّشيطة بالجزائر التي تربطها بها أصول معشوقها.ويُلمس طابع هذا الحبّ الرّوحيّ في الغياب التّامّ لأيّ إحالة على الجسد وما يقترن به من متع حسيّة وفي فكرة وحدة روحي المتحابّيْن قبل خلقهما، تلك التي نظّر لها أفلاطون في كتابه الوليمة وكذلك في خلود الحبّ ولا نهائيّته في المكان والزّمان. أسلوبيّا، معظم قصائدها متوسّطة الطّول وشبيهة في صياغتها بالأغاني.

 

تعاليق نقديّة  لمحمّد صالح بن عمر على ديوان ابتسامة ، قُبّلة، دمعة للشّاعر الإيطاليّ البلجيكيّ قايتن باريسي :

12079306_10207995464353417_2482464023517051032_n14081079_10210487591535039_1197625206_n

صدرت هذه  المجموعة عن  دار أدليفر ببباريس .وهي تشتمل على أكثر من ثلاثين قصيدة أوكل مهمّة  التّعليق عليها نقديّا للناقد التونسي  محمّد صالح بن عمر الذي كتب على غلافها الخلفيّ  النّص التاّلي : “ولد قايتانو (الملقّب منذ صغر سنّه بقايتن) باريزي يشتعل مهندسا معماريّا .أغراض شعره متنوّعة بعض الشّيء لكنّ الموضوع الأكثر تردّدا فيه هو القطيعة العاطفيّة. وهي تقترن في ذهن الشّاعر بذكرى أليمة حالكة بطلتها معشوقة قاسية يكنّ لها حبّا لا يوصف.وهو ، إذ يُحلّ نفسه في جلّ قصائده محلّ العابد وهي محلّ الإلهة المعبودة على الرّغم من سلوكها المتعالي، الحاسم، الصّارم، يجسّد صورة العاشق المجنون الولهان. على أنّ طرقه لهذا الغرض العامّ القارّ لم يمنعه من توليد أغراض فرعيّة منه لا تكاد تحصى. وهو ما جنّبه الوقوع في التّكرار والاجترار لما في هذا التّنويع الشّديد من طرافة ممتعة”.

 

كتاب تحت الطّبع :

قراءات في الشّعر العالميّ لمحمّد صالح بن عمر :

OLYMPUS DIGITAL CAMERA15128712_10157779151025261_53711346_n15398917_10157887703155261_1478491837_o-1

قدّم المؤلّف كتابه هذا على النّحو التّالي :

“منذُ الأيّامِ الأولى من إحداثي حسابًا على الفايسبوك سنة 2009 تيقّنت باعتباري ناقدًا أدبيّا أنّ هذا الفضاء الافتراضيّ، إذا لم يكن ،بحكم ما يتّسم به من استعجال وسيولة الموضع الملائم لدراسة ما ينشرُه فيه الكتّابُ والشّعراءُ دراسة علميّة معمّقة فإنّ الطّريقة الماثلة في إمطار النّصوص المنشورةِ بعباراتِ المجاملةِ و الاستحسانِ والمديحِ – وهي الأكثرُ شيوعًا حاليا- لا يمكنُ قبولُها أيضًا نهائيّا ، لأنّها لا تساعد البتّة أصحاب تلك النّصوص على الارتقاءِ بأساليبِهم في الكتابةِ و تعميقِ تجاربِهم الأدبيّةِ.
وبدلاً من هاتينِ الطّريقتينِ اللّتينِ تقفانِ على طرفيْ نقيضٍ تراءى لي أنّ الأفضلَ هو أن يبديَ قارئُ النّصِّ وجهةَ نظرٍ عقليّةٌ يبرهنُ عليها بحججٍ يسعى إلى أن تكونَ مقنعةً في مقالة قصيرة خاطفة لا تأخذ من وقت قارئها على الأكثرِ سوى أربعِ أو خمسِ دقائقَ.
وهكذا برزَ إلى الوجودِ على نحوٍ تلقائيٍّ جنسٌ نقديٌّ لم يخطرْ ببالي سابقًا البتّةَ .وهو الخاطرةُ النّقديّة الفايسبوكيّة التي ترمي إلى الوقوف على نواة النّصِّ الدّلاليّةِ وما ولّدَهُ المؤلّفُ منها من أفكارٍ فرعيّةٍ وعلى أهمِّ خصائصِهِ المضمونيّةِ والأسلوبيّةِ، قصدَ تهيئةِ الظّرفِ الملائمِ لإثارة جدل معرفيّ في شأنِهِ، بدلاً من إرضاءِ مؤلّفهِ أو مؤلّفتهِ ب”لايكات” غالبا ما تكونُ شبهَ آليّةٍ وغيرَ نابعةٍ من قناعةٍ حقيقيّة.
وبعدَ سبعِ سنواتٍ من إدخالِ هذه الفكرةِ حيّزَ التّنفيذِ تجمّعتْ لديَّ  قراءاتٌ لأكثرَ من 1600 قصيدةٍ ل118 شاعرًا وشاعرةً من 26 بلدا تنتمي إلى القّارّاتِ الخمسِ.وهو ما أوحى إليَّ منذُ فترةٍ قصيرةٍ بفكرةٍ أخرى. وهي أن أجمعَ في كتابٍ يشبهُ المختاراتِ نماذجَ من هذه المقالاتِ النّقديّةِ القصارِ.وذلك بمعدّل مقالةٍ عن قصيدةٍ لكلِّ شاعرٍ ، تاركًا لكِّل واحدٍ أو واحدةٍ منهم إن أرادَ مهمّةَ جمعِ ما كتبتُهُ عن قصائدِهِ في كتابٍ مستقلٍّ، كما فعلَ الشّاعرُ البلجيكيُّ قايتن باريسي والشّاعرةُ الفرنسيّةُ دومينيك مونتولار اللّذانِ أصدرَ كلٌّ منهم بباريسَ كتابًا نقديًّا شعريًّا يشتملُ على القصائدِ التي نقتُها له وتلي كلَّ قصيدةٍ منها مقاربتي النّقديّةَ لها.

.
وختامًا مهما يكنْ من أمرٍ فإنّ المتابعةَ المنتظمةَ والجدّيّةَ والمحايدةَ للنّصّوصِ التي ينشرُها الكتّابُ والشّعراءُ على الفايسبوكِ ،إذا ما تنزّلتْ في إطارِ عملٍ جماعيٍّ موسّعٍ، ستسهمُ على نحو ناجعٍ في النّهوضِ بالأدبِ في هذه الشّبكةِ .وهو ما نأملُ أن نراهُ يتحقّقَ في يومٍ من الأيّامِ .ولكن في انتظار بلوغ تلك المرحلةِ لنبدأْ بوضعِ اللّبنةِ الأولى لهذا البناءِ المنشودِ”.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*