كُسوريّاتٌ وكسورٌ : شعر : رولاند برجيرون – الكيباك – الكندا – ترجمة : محمّد صالح بن عمر

Fractales et fractions  par :Rolande Bergeron – Le Québec – Canada

Traduction vers l’arabe par:Mohamed Salah Ben Amor

10606364_10204036813440812_4348555276078626513_n

رولاند برجيرون Rolande Bergeron

homme-univers

 

 

في التواءاتِ الزّمنِ

على امتدادِ كسورِ الحضاراتِ

تُصَمَّمُ أخيلةٌ

شبكاتٌ لتطريزِ مَصَايرَ فريدةٍ .

 

مصايرُ تنبثقُ من نيرانٍ فضائيّةٍ

تَسوّتْ في  لهيبِ فُولْكانَ*

كسورٌ فضائيّةٌ متناثرةٌ

فوقَ وردةِ الرّياحِ الثّماني

 

سطورٌ غيرُ منتظِمةٍ

على هيئةِ كسوراتٍ

ترسُمُ حيواتٍ مجزَّأةً

وَفْقًا للقوانينِ المتناسقةِ

كواكبُ وموجاتٌ فضائيّةٌ ترسمُ مسالكَ دقيقةً

فالحياةُ الانتهازيّةُ تنثرُ بذورَهَا بسخاءٍ  في تلك الأتلامِ

 

أمّا الإنسانُ

فهو في انتظارِ الإنسانِ

يخطو خُطوةً ثابتةً هنا

وتزلُّ به القدمُ  هناكَ

ليظلَّ على الدّوامِ  بُهلوانَ اللاّنهايةِ  

 

*فولكان  : إله النّار عند الرّومان

 

تعليق : محمّد صالح بن عمر:

 

في هذه القصيدة تترك المناضلة رولاند برجيرون التي نعرفها ملتزمة دون كلل بمقاومة كلّ ألوان الظّلم والقهر في العالم بلا هوادة، مكانها و إن مؤقّتا للفيلسوفة المفكّرة المنشغلة بذلك اللّغز الأزليّ : ألا وهو الوجود الإنسانيّ .ودون أن تتبنّى في ذلك نظريّة معيّنة من النّظريّات الكثيرة التي انكبّ أصحابها على هذه المسألة، نراها تطرق هذا الموضوع بالاعتماد فحسب على حدس الشّاعرة فيها وعلى  تفكيرها الشّخصيّ .

تلوح رؤيتها للوجود الإنساني محكومة بثلاث ثنائيّات رئيسة هي : الكون/ الأرض ، الأعلى/الأسفل ، المتناهي في الكبر /، المتناهي في الصغر .وللعناصر الأولى من هذه الثّنائيّات، على حد قولها،   تأثير كلّيّ ،حاسم في العناصر الثّانية  حيث توجد الحياة .والحياة هذه تخضع هي نفسها لثنائية داخليّة هي الكلّ(هي ذاتها)/الأجزاء وهي حيوات أفراد الجنس البشريّ التي ليست سوى نتيجة لتجزئة الحياة الأمّ الأصليّة .وذلك بتأثير من عاملي المكان والزّمان اللّذين يخضعان لقوانين مجهولة لكن متناسقة.

لكن إذا كانت هذه الصّورة تظهر مدى ضآلة  حياة الكائن البشريّ وزهادة قدرها وهشاشتها فإنّ  صاحبة النّصّ لا تنظر إليها  نظرة تشاؤم .بل تقدّم للإنسان على العكس في المقطع الأخير صورة الكائن الذّكيّ ، النّشيط، الفاعل الذي يحاول على الدّوام تحسين منزلته دون أن تثبّط الفشل عزيمته أبدا .وهنا تعترضها مرّة أخرى رولاند المناضلة.وهو ما يدلّ على أنّ الرّوح النّضاليّة والمهجة  الفلسفيّة مترابطتان لديها  أيّما ترابط .

من النّاحية الأسلوبيّة تستمدّ هذه القصيدة قيمتها خاصّة من  المنزلة الدّنيا الباعثة على للجزع التي  أحلّت فيها الإنسان على امتداد النّص  قبل أن تستبدلها في الأبيات الأخيرة بصورة  عكسيّة أسندت إليه فيها دورا إيجابيّا .وهو ما ألّف خاتمة مفاجئة شائقة

 

 

Dans les anfractuosités du temps
Le long des fractures des civilisations
S’élaborent des fictions
Canevas de destins uniques

Destins jaillis des feux cosmiques
Passés à la flamme de Vulcain
Fractions d’espace dispersées
Sur la rose des huit vents

À l’image des fractales
Des lignes irrégulières
Dessinent des vies morcelées
Selon des lois harmoniques

Planètes et ondes cosmiques
Tracent des voies subtiles
La Vie opportuniste
Sème à foison dans ces sillons

Et l’homme
En attente de l’Homme
Avance par essais et erreurs
Funambule de l’infini…

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*