نافورةٌ أندلسيّةٌ: عبد الله سرمد الجميل – الموصل – العراق

2015-635836355778060331-806_main

عبد الله سرمد الجميل – الموصل – العراق

 

16335_image003

 

يمرُّ السّائحونَ بلا ظِلالِ                   

لأنَّ الشّمسَ ذاكرةُ الهلالِ

لأنَّ الشّمسَ أنْدَلُسٌ سَناها

و مُذْ غابُوا تحِنُّ إلى الزّوالِ

وكلُّ الغائبينَ زجاجُ ذكرى

حصاةُ الشّوقِ تُرمَى في اللّيالي

ويمشي السّائحونَ، يرَوْنَ شيئاً

ويخفى عنهمُ نورُ الذُّبَالِ

أَرُومَةُ كلِّ قصرٍ سوفَ تروي

غَرَامَ الجارياتِ معَ الرّجالِ

وأعمدةُ القصورِ شموعُ كعكٍ

يزيِّنُهُ البَلاطُ بكلِّ غالي

فكمْ بابٍ بهِ اختُزِلَتْ أيادٍ

تخبِّئُ غدرَها خلفَ السّؤالِ

نوافيرُ المياهِ رقصْنَ غُنْجاً

وبلَّلْنَ المقاعدَ بالزُّلالِ

طريقُ الحيِّ دوماً سوفَ يُفضي

لمقهىً شاعريٍّ ذي اعتزالِ

على أنغامِ شوبانٍ رقصْنا

وألقيْنا القصائدَ بارتجالِ

وداهمَنا منَ النّغماتِ حزنٌ

كحزنِ الكُرْدِ في أقصى الجبالِ

رأيْنا أنَّ ( مَوْصِلَنا ) عروسٌ

يصيحُ الموتُ فيها: أيْ تعالِي

وأنَّ العُرْبَ ما زالَتْ عذارى

بنادقُهم؛ تذوبُ من الهُزالِ

و ( للخضراءِ ) في بغدادَ قومٌ

تقولُ لهُ: العراقُ، يقولُ: مالي

أجُسُّ النبضَ شمساً ثمّ أُغفي

وأسكبُ كأسَ عشبي في التّلالِ

أطوِّقُ خصرَ رابيةٍ بغيمي

وأُسرِجُ وحشَ شِعْري للغزالِ

بزاويةِ الزّقاقِ فتاةُ ليلٍ

وتأكلُها العيونُ فلا تُبالي

وتمضي ثُمَّ يتبَعُها صبيٌّ

يُغازِلُها بهمسٍ واحتيالِ:

ألا ردّي السّلامَ أكنْ سحاباً

لأحرُثَ جلدَ جسمِكِ يا دَلالي

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*