لِمَنْ تَبِيعُ النَّواِرِسُ حُلْمَ البَحْرِ ؟؟؟ : عبد اللّطيف رعري- شاعر مغربيّ – مونتبوليي- فرنسا

10819103_867561789942493_735761777_n

عبد اللّطيف رعري- شاعر مغربيّ – مونتبوليي- فرنسا

téléchargement

 

أشْياءُ وأشْيَاءُ

لَسْتُ أنَا فَاعِلَهَا

ولسْتُ الفَاعِلَ فِيهَا لِتُنْسَى

كَحَالِ عَرائِي مُحْتشِمًا لَمَّا خَدَشَتْنِي الصَّوَاعِقُ

مَبْتوُرَةً مِنْ كُلِّ شَيءٍ إلاَّ مِنْ عَيْنٍ فَقَأَهَا الظَّلاَمُ

مَعصُورةً مِن دَمِهَا

مَلفُوفةً فِي خَجَلِهَا

تلْوِي المَشْيَ عَلَى بَطْنِها

تَنْفُثُ دُخَانًا يَرقُصُ عَلَى صَمْتِ الجِبَالِ

تَعْلُو بِصَفِيرٍ يَطْوِي وَراءَهَا خُطُواتِ المَوْجِ

وتَحتَرقُ فِي غَرَقِ نِظرَتِها ألفُ حِكَايةٍ

مِنَ البِدايةِ حَتَى النِهَايةِ

مِنْ عَرْشِ التُرَابِ كِنَايةً

إلَى الاَسْيَادِ والأقْطَابِ سُلَالةً

مُرُورًا بالأحْجَارِ والأنْصَابِ وَلَعْلَعَةِ القَذَائِفِ

هَدَّتْ مَرَايَا الرِّيحِ فَأَبْكَتِ الصَّبَاحَ

وَسَمَّتْ نَوايَا الرَّبِيعِ فَجَاحَتِ أُمُّ البِطَاحْ

صَمَّتْ من نَقْرِهَا سَواعِدُ الأبطَالِ  

فَأَلْقَتْ فِي البِئْرِ صَفَحاتِ الأَغَانِي المِلاَحْ

اللَّيْلُ بَايَعَ اللَّيْلَ

وبَايَعَتِ النَّوارسُ حُلْمَ البَحرِ

وتَشَيّأَتِ الأَشْيَاءُ بألغَازِهَا عَلَنًا لِتُنْسَى

وَتَدَلَّتْ لِفِعْلتِهَا أهَازِيجُ الخَطِيئَةِ

بالتَّكْبِيرِ وَطُقُوسِ الإِجْلاَلِ

أمَّا جُنودُ الظَّلامِ فَلاحَتْ بالهُرُوبِ

مَاسِكَةً ذَيْلَ الِّريحِ حَتَى قَرَارِ الْمَغَارَةِ

تَقْرَأُ أخْبارَ المُزايدَةِ

كانتْ أطْيَافُ القَدرِ تَتَجَلَّى ….

كانَ هَمِيمُ الأسْرَارِ يَتَسَنَّى ..

كانَ اليَمِينُ مُحَالاً وكانَ اليَسَارُ

المَواِقفُ نَارٌ شَرَّدتْها عَتمَةُ الآَتِي

وفَضَاءاتُ القُربِ غَمَقَهَا بُطْءُ الرَّحِيلْ

هِي الصَّواعِقُ عَائِدَةً مِنْ وَحْمِ الغَابةِ

وفِي جَوفِهَا شَرُّ البَرِيّةِ مِنْ قُطْبٍ إلى قُطْبٍ

يخَالُهَا الطَّيْرُ رَقْصَةَ مَاءٍ

وَيخَالُها الجياعُ لُقْمَةَ عَلْقَمٍ مَضَغَتْهَا الحيرَةُ

سَحَابَةً تَتَباهَى بِمَسَاحِيقِ الحَريقِ

صَفحَةً مَطَّاطِيةً وَشَمَ الوَهْمُ آخِرَ هَا حَقِيقَةً

 خصْلةَ شَعْرٍ أفْقَدَهَا السَّوادُ سِحْرَ السَّوادِ

فَيتَّمَتْ حَظَّهَا فِي بُلوغِ حَقْلِ النَّعْناع ِ

ومَدَّتْ رَاعِي الرّيَاِضِ بِمُدْيةٍ تَتَمَلَّى المَنوُنَ

وأغْرَقَتْ أكَاليلَ الوَاحَةِ فِي مُسْتَنقَعِ الشَّرِ

تِلكَ الصَّوَاعِقُ تَغْتالنَا صُبْحاً

ونَحنُ نُهَادِنُ الشّرُوقَ بَبَياضِ الأَيادِي

فتُجَرُّ أعْراشُنَا  إلى الوَرَاءِ

شَرْخٌ فِي الحَائِطِ

شَرخٌ فِي القَلبِ 

مَنْ حَطَّمَ كِبرِياءَ الصَّفْصَافِ

ليَلْحَسَ وَمْضَ السَّنَواتِ العِجَافِ ؟

وَتلْكَ التُربَةُ تَسَوّدَتْ وَرَمَتْ فِي مَعَاقِلهَا الجُنُون

وَقُلنَا هَدْأَةُ القَلْبِ  آتِيةٌ وَمَعَهَا سَلَامٌ

وقَالتْ مِنْ حَوْلِنا آمِين

شَرخٌ فِي الحَائطِ

شَرخٌ فِي القَلبِ 

واللَّيْلُ يُبايعُ الَّليلَ وَلاَ سَلَامٌ

ولأنَّ رُوحِي مِلكُ يَمِينِي

مَا أسْقَطْتُ بَهَاءَ طَلْعَتِي فِي خَوَاءٍ

وَلاَ كُنتُ نَدِيّاً بِلحَظَاتِي الأَخِيرَة

لِأُهْدِيَ الرِّيحَ ِسِرَّ عَرَائِي

أشْياءُ وَأشْيَاءُ

 

لَسْتُ أنَا فَاعِلَهَا

ولسْتُ الفَاعِلَ فِيهَا لِتُنْسَى

اللَّيْلُ يُبَايعُ الَّليْلَ

فَلِمَنْ تَبِيعُ النَّواِرِسُ حُلْمَ البَحْرِ ؟؟؟

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*