وما زالَ الحبُّ حيًّا يُرزَقُ: أسماء جزّار – الشّلف- الجزائر

فدوى طوقان

آسيا جبّار

May_ziade

مي زيادةَ

nazek

نازك الملائكة

 

12980541_1788646438020757_1182644340_n

أسماء جزّار

 

حلمتُ في طفولتي أن أصيرَ أديبةً معروفةً مرموقةً

مثل مي زيادةَ أو زهورَ ونيسيّ أو آسيا جبّار

مثل نازك الملائكة أو فدوى طوقان

وأن أكتبَ الكثيرَ وما لا يعدُّ ولا يُحصى

من القصصِ و الدّواوينِ

تمتلئ بها  رفوفُ المكتباتِ و أرصفةُ الطُّرقاتِ

و يقرؤها بلهفةٍ وشغفٍ جميعُ بني الإنسانِ

تكتبُ عنها الجرائدُ والمجلاّتُ

و يستشهدُ  بها الطّلاّبُ في موضوعاتِ الإنشاءِ 

وها أنا بلغتُ عقدي الثّلاثينَ

ولم يمتِ الحُلمُ في زخمِ الزّمنِ السّريعِ و بكبسةِ زرٍّ

ففي كلِّ مساءٍ يخرجُ كالماردِ من قُمقُمهِ

يرقصُ بتأنُّقٍ  على وقعِ مقطوعاتِ كسّارةِ البندقِ والفصولِ الأربعةِ  

فأسارعُ ببعثرةِ أوراقي وأقلامي على مكتبي العتيقِ  

أكتبُ بفوضويّةِ الأطفالِ في عامِهم الأوّلِ

و أسابقُ عقاربَ السّاعةِ البطيئةَ

لأقتفيَ أثرَ الأفكارِ التّائهةِ في فيافي روحي

و استحضرَ شريطَ ذكرياتٍ متقطّعةٍ من أثرِ النّسيانِ

مع كلِّ رشفةِ قهوةٍ أسبكُ حروفي المتناثرةَ

أعيدُ رسمَها و تشكيلَها كنحّاتٍ عجوزٍ .

في النّهايةِ أنشرُها بصخبٍ على جدرانِ الفيسبوكِ الشّاهقةِ

و أحيانًا أغرّدُها بشجنٍ على أغصانِ التّويترِ الوارفةِ.

و هذا هو الحلمُ الذي مازالَ حيًّا يُرزقُ

 بالمُختصرِ و بلا تفاصيلَ مُضجرةٍ .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*