الموسيقار الشيخ محمود زميط و المسيرة المفتوحة على الفن الأصيل : تعلم العزف عن والده..و اكتشف ميل ابنه عازف الكمان الممتاز نبيل زميط الى الفن الموسيقي فشجعه .. تجربة حوالي ستة عقود مع العزف و قيادة المجموعة ..و أسس في الثمانينات” التخت العربي: شمس الدين العوني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

téléchargement

شمس الدين العوني

 

téléchargement-602

الفنان محمود زميط

تعدد نشاط  الفنان محمود زميط الموسيقي فبعث  الكثير من الفرق و شاركه في العروض عدد كبير من الموسيقيين و أحباء الفن  لاسيما المجموعة الموسيقية بوزارة الفلاحة  التي كانت من الفرق البارزة و الناشطة في المناسبات الوطنية و الثقافية و خصوصا في الستينات من القرن الماضي حين كان محمود زميط في أوج شبابه  كما في الحفل الذي أحياه  سنة 1965.
و مثلما التقط السيد محمود من والده أسرار العزف و مبادئه نحا  ابنه نبيل ا منحاه فشجعه  على السير في طريقه و هو الآن من أمهر العازفين على آلة الكمان بتونس و قد وصل إلى قيادة الفرقة القومية للموسيقى و كانت له مشاركات عربية و دولية مع الفرقة ضمن عروض الموسيقى التونسية ..إنها حكاية الوله الموسيقي..فالعازف محمود زميط و بعد هذه المسيرة الطويلة مع الموسيقى كان العنصر البارز و قائد مجموعة ” التخت العربي ” التي تأسست سنة 1983 والتي  تنشط بدار ابن عاشور بنهج الباشا .
الرجل و منذ خطاه الأولى حين كان طفلا سرت في دمائه تلوينات الموسيقى و هو الذي امتلأ ببيئته في الخمسينات من القرن الماضي ..تلك البيئة التي كانت الموسيقى و العزف و فرق المالوف و الأذكار و غيرها من مكوناتها الثقافية و الشعبية ..
بني خيار المدينة الساحرة بالوطن القبلي ..حيث تعلم الفنان العازف الشيخ محمود زميط فنون الموسيقى من والده رحمه الله الذي اعتبره المعلم الأمهر الذي كان يبدع ضمن فرق العزف خلال الأربعينات من القرن الماضي..
تعدد نشاط محمود زمّيط الموسيقية و بعث  عدة فرق و شاركه في العروض عدد كبير من الموسيقيين و أحباء الفن و  خاصة المجموعة الموسيقية لوزارة الفلاحة  التي كانت من الفرق البارزة و الناشطة في  قي الكثير من المناسبات الوطنية و الثقافية  لا سيما في الستينات من القرن الماضي حين كان محمود زمّيط في أوج شبابه .من ذلك حفل سنة 1965 ضمن الخلية الاشتراكية الدستورية للفلاحة  التي كانت تقيم حفلات تجمع بين الموسيقى والمسرح .. قد انتظم ذلك  الحفل بقاعة ” الليسي كارنو ” و  قدمت فيه مسرحية ( ولد عمي بالسيف ) و هي من المسرح الفكاهي و  قد شارك فيها الممثلون الهادي الطرابلسي و
بية نصيب و فائزة البديوي و منصف معطاالله  و البشير بن عرفة و صلاح قدور و المختار البديوي و سامية بسيس و كان التوضيب لحمادي العبيدي و هي من تأليف المنجي الوسلاتي إخراجه و معها عرض موسيقي بقيادة الموسيقار محمود زميط و تضمن البرنامج الموسيقي للفرقة  في تلك الحفلة التاريخية موشحات أندلسية و عددا من الألحان الفلكلورية.
و تكونت الفرقة في هذا الحفل من الفنانين و العازفين المنجي أونينة و سليم العكري و حسين الصوفي و نورالدين كحيلة و محمد علي الورتاني و سعيد بن زايدة و محمد تمسك و محمد الفن و حمادب كروت و محمد مزالي و نورالدين مرابط و فتحي بوعزيز و الهادي بن يوسف و أحمد الشيخ و أحمد البواب و محمد الحمروني و محفوظ بن زايد و عبد العزيز زرياط ..وقد أبرز الفنان محمود في قيادته لهذه الفرقة – وكان إذاك شابا –  حرفيته في العزف و جديته  في قيادة الفرقة وأمتع الجمهور بروائع من الموشحات الأندلسية و المعزوفات الموسيقية و الألحان الفلكلورية التونسية و العربية في زمن كانت الموسيقى الأصيلة هي اللون الطاغي في الساحة الفنية .
ولقد أحيي محمود زميط  في مسيرته الفنية  عدة حفلات وكانت له الكثير من  المشاركات الموسيقية و قد اكتشف مبكرا ميل ابنه الطفل الصغير آنذاك إلى الموسيقى فأخبر زوجته بأن ابنه كان يبتكر  في لعبه آلات للموسيقى  مبرهنا بذلك على حبه للعزف ..هذا الابن هو الفنان الموسيقي المميز نبيل زميط..و مثلما التقط السيد محمود من والده أسرار العزف و مبادئه  نحا نبيل  نحوه بتشجيع منه ثم سلك دربه و هو الآن من أمهر العازفين على آلة الكمان بتونس و وصل إلى قيادة الفرقة القومية للموسيقى و كانت له مشاركات عربية و دولية مع الفرقة ضمن عروض الموسيقى التونسية .
أنها حكاية الوله الموسيقي..فالعازف محمود زميط و بعد هذه المسيرة الطويلة مع الموسيقى كان العنصر البارز و قائد المجموعة ضمن فرقة  ” التخت العربي ” التي تأسست سنة 1983 و تنشط بدار بن عاشور بنهج الباشا..
تدخل المقر فيستقبلك الفنان و الإنسان الشيخ محمود زميط بحفاوة و يمضي في حديث فيه الكثير من الود و الحنين بخصوص الموسيقى و مجموعة التخت العربي و ذكرياته الفنية منذ سنوات الطفولة و الشباب ببني خيار وصولا الى المدينة العتيقة بتونس و حي باب سويقة و ما إليهما من الأماكن و الأحياء التي شهدت نشأة الفرق المسرحية و المجموعات الموسيقية  في الأربعينات و الخمسينات و بعد الاستقلال في القرن الماضي.
التخت العربي ..سي محمود زميط ثم ماذا..الموسيقى.. هذه اللغة الإنسانية الأخرى الساحرة.. تمضي في دروبها فيأخذك شيء من الوجد والحنين والهيام.. كون بأسره لا يبعد كثيرا عن أكوان الشعر ..تلك هي (الموسيقى) التي عشقها السيد محمود زميط و التي ظلت الملاذ الآخير للبحث عن الذات وعن الآخرين.. حيث البحث عن سبيل السيرة عبر التجريب… وهكذا تعددت التجارب الإنسانية …الموسيقى سفر آخر لاستعادة الحلم بعيدا عن ضوضاء التهريج و استبلاه الجماهير ..أنها اختيارات رائقة تمثلتها مجموعة حرصت على هذا الضرب الإبداعي  نشدانا للموسيقى الصافية و العالية التي تخاطب الوجدان و تذهب  إلى  القول بأبجدية الحال العربية المأخودة بالشجن و بالحنين..هناك لدى الجمهور العريض حنين إلى ينابيع الموسيقى العربية الأصيلة  بأداء روائع محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد المطلب والصادق ثريا وعلي الرياحي ومحمد الجموسي وفق نهج موسيقي فيه الإمتاع والطرب والمؤانسة..إلى جانب ما يزخر به تراثنا التونسي من نغمات و معزوفات، فضلا عن الأغاني.في هذا السياق نذكر جمعية التخت العربي لمدينة تونس التي جعلت من أهدافها النهوض بالموسيقى التونسية  .وذلك بصقل المواهب لحنا و كلمة  بالتكوين الموسيقي و إلقاء المحاضرات و تنظيم الدروس التطبيقية في الموسيقى و ربط صلات التعاون و تبادل الخبرات داخل البلاد و خارجها إلى جانب إحياء الحفلات ..و قد تأسست الجمعية سنة 1983 وهي  تنشط بدار ابن عاشور بنهج الباشا ..هي جمعية ثقافية تعمل على إحياء التراث الموسيقي التونسي العربي و الشرقي و نشر الثقافة الموسيقية لدى الشباب .. بدأ نشاطها سنة 1982  في ورشة تابعة للمركز الثقافي لمدينة تونس بفضل حماسة نخبة من المولعين بالموسيقى العربية الأصيلة ..شاركت الجمعية في مهرجانات محلية و جهوية و وطنية و دولية و خارج تونس منها مهرجان الموسيقى المتوسطية بالجزائر و مهرجان الشباب بمالطة كما كان لها  إسهام في مهرجان الأغنية و مهرجان المالوف بتستور و …
وقدأغنت  الجمعية الساحة الفنية بعازفين و منشدين و محترفين منهم نبيل زميط و سليم الجزيري و سعاد الربيعي و صابر أحمد و منير المهدي و المنصف عبلة و فيصل رجيبة …و تعاملت مع المحترفين من الفنانين مثل المرحوم أحمد حمزة و الزين الحداد و منيرة حمدي و علياء بلعيد…و قد تداول على قيادة الفرقة عدد من الأساتذة منهم محمد علي الصفاقسي و المرحوم إبراهيم الطرابلسي و الأسعد بن يحمد و فتحي بن صالح..أما  الإشراف الموسيقي فهو للأستاذين رشيد الورفلي و محمود زميط و يقود الأوركستر الأستاذ فتحي بن صالح.
ان جمعية التخت العربي لمدينة تونس من  المؤسسات الثقافية و الفنية و الموسيقية التي تشتغلب ما يرقى بالفن و بالموسيقى العالية  تمسكا بالهوية و الخصوصيات الثقافية ..
العازف و القائد الموسيقي محمود زميط يعود في حديثه للذكريات التي هي بمثابة الشريط الملون بالأحداث الموسيقية و الحفلات و المناسبات و هو يوصي الأجيال الصاعدة و الجديدة بالمحافظة على الينابيع و التعلم من تراثنا و أصالتنا الثقافية الموسيقية لأن الشعوب لا تنسجم إلا مع ما يشبهها فنيا و ثقافيا و حضاريا..الأستاذ محمود زميط فنان موهوب..و ذاكرة حية  في مشهدنا الموسيقي التونسي ..

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*