جدال الظّلّ :قصّة قصيرة – بختي ضيف الله(المعتزّ بالله)- حاسي بحيح -الجزائر

bakhti-120x150

بختي ضيف الله(المعتزّ بالله)- حاسي بحيح -الجزائر

بختي ضيف الله(المعتزّ بالله)- حاسي بحيح -الجزائر

images

 

في يوم صيفيّ ساخن ،جلس تحت جدار متهالك ، على كرسيّ حجريّ  ،حائرا ، تشتّتَ فكرُه أمام العقبات المنتشرة على ساحة ذهنه الضعيف، صامتا،لم يكلّم أحدا بما يضايق روحه الضعيفة في هذا العالم ويزاحمها .
في لحظة سكونه كلّمه “ابن الأصول” بحديث لا يريد سماعه ولا يبحث له عن جواب :
– “أنت كثير الخمول لا تفعل شيئا ،لا تريد تغيير واقعك الأليم المرّ حتّى تموت تحت وقعة أقدام الماكرين العابثين من صعاليك هذه القرية التي تحضن قبور أجدادك،أولئك الذين تركوا بصماتهم الرّائعة على صفحات التّاريخ ،ألم تقرأ سيرهم ؟
أنت تلبس الفشل والتناقض والرّكون لسوادك كوابيسَ مزعجةً.
لم يردّ عليه ، احتضن صمته بقوّة ..وواصل “ابن الأصول” توبيخه :
– “ألا تملّ جلوسك ها هنا وأنت تحكّ روحك على جدار الغفلة ..و..” لم يكمل  كلامه الجارح حتّى انتفض ” الظلّ” في وجهه  وقد آلمه ما سمع وأحدث في نفسه  خدوشا بليغة لا تداويها صيدليّات الدنيا ..:
– “أنا لم  أتصرّف  إلاّ طبقا لما  أملته  عليّ الحقيقة في لحظة غضبكم،أنا تابعت حركاتكم وسكناتكم حتّى  في الأماكن المشبوهة ، سكرتكم وما سكرت ،وبقيت أنتظر صحوتكم ،وما ابتلّت ثيابي من الخمرة التي سكبتموها على بساط صلاتي.. !
أموت كلّ يوم بعد غروب قرص الشّمس لتعانقوا أنتم اللّيل والضوء الأزرق وتناموا على السّرير المخمليّ..فماذا فعلت غير انتظار تنفّس الصبح بعد  لفّ الدّنيا السّواد ؟ فأنا أحبّ البدايات الجميلة التي تنطلق مع بزوغ الشّمس عند أوّل ابتسامة لها فتطهّر الأرض من نفاق اللّيلة السابقة المشبوهة..”.
..وانتهى الجدال .فعقبه صمت رهيب..

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*