خَـرَائـطُ النُعَـاسْ : قصة قصيرة – أشرف الخريبي – القاهرة – مصر

1404682592329

أشرف الخريبي – القاهرة – مصر

bld082202

 

 

في الدُورِ الخامس غُرفة 43
– can you help me
– ………………………
– Welcome
كَانت الطُرقة خَالية ونَظِيفة، ابِتسامة صَغيرة بلا مَعنى، بَاردة كالثلجِ، وكُنت مُوزّعاً بين خرائطِ النُّعاس بالحلمِ في بلادى، وبين السّنديانِ العتيق في بِلادهم، بمستشفيى صغيرِ، صغير جدّا مُلقى هناك. تًموج أرجوحة الغناء الشّريد كلّما هَزّها الوجد بالطّفلِ داخلي، غَير أنّها تنسكب على ملاءةِ بيضاء فوق سريرِ أبيض يتأرجح ويرتفع بياضا ناصعا، لأعلى سقف الغرفة، بجواري تقف مُمرّضة بيضاء، تعمل  في صمْتِ رتِيبِ، بلا حروف تتحرّك فوق الشّفاهِ، بضغطةِ من يدكِ تأتي، وأنا أنزف حروفا تتساقط منّى كالوجع والجرح، معدتي التي تُؤلمني بشدّة، اضغط عليها….وعدتني بالبقاء، لكنّها لم تجئ، كُنتُ أجلس مُنتظراً /وحيداً /صامتاً/ تسقط المواعيد ثانية والحدائق، التهيّؤ والوعي المُتبقّي في زمني يهذى بما يكفي.أهاجر الخريف إلي مُدنِ تَسبِقُني وأسبقُني مرّتين إلي وقت يَعلّمُنِي ولا أعَلّمُه، أنظرُ إلى السّاعةِ أشكّ في عُطلِها لأنها تُؤخر الوقتْ أكثر ما ينبغي، عَلمَتنِي اِحتَرّّاف البُكاء في صمتٍ بلا صوت، لكنّي كنت مُزخرفاً كالكتابةِ في زمنِ يَطاوع الجنون ويسبق الأوّلين إلى الرّكض، حَاملاَ ناصية الفَرح الطُفُولىّ بضحكةِ طفوليّةٍ وفرحة طفوليّة ومشية طفوليّة، حين تَدقّ أقدامِها فوق البلاطِ يَهدأ اشتعالي، كان الفرح الذي يَعتلي قمّة النُضج \ والضَّجيج الذي يَسبق الرّكض في سعفِ النّخيل في بلاديِ وأشجار البُوص والتّرعة الجانبيّة مع حزنِ وَفِيّ، يَسُقط كالبكاءِ بلا وجع، سوي التفاتات وجهك الأزليّ في عمري، كنت أعرف كيف أمارس الهداية، أحاول أن أسيطر على ذلك العمر الفريد، طقس جديد في شتاء مرير يزدحم بالتّفاصيل كي أعبر النّهاية وأبقى على الهاتفِ طويلا، أسمع صوت الوطن، هكذا مُعلّقا في البدايةِ، وخزتني الإبرة في ضُلوعيِ، كنت مُستكينا ليدها الثّمينة تَحضنني وتفحص الجُرح في يديها، يَسقط القناع والنّزيف وتُواجهني بوجهِ يُشبه الابتسامة الحزينة.

I do not speak Arabic … thanks. bay –
الوجَع الأخير مَضَى ثَقِيلاً كاللّيلِ، تضغط على مُنتهاي، بَقيتُ  على السّريرِ مُمدّدا ولا أحد حولي ، ولا أحد يَجيء أو يَروح، صَامتا وهزيلا أحاول في الذّاكرةِ، كي أبقى هكذا في الذّبولِ وانتظار الأفول، في احتساءِ الضّجيج ومضغ الصّمت في الوجوهِ، وهمسك فوق بابي عَالقا بالتهدجِ لم يزل، يُعانق الفرح/ فرح طُفولىّ ووجه طفولىّ يَنخُر الذّاكرة، ويَأنس للوحَشةِ ثانية. أنا في انتظاركمِ والسّلام …..في الطّريقِ ألقيت البقايا معها، وذهبت أبحث عن منطقة مُختصرة للعالمِ تُلخّص الحِكاية وتَعرف التّفاصيل واحدة/ واحدة، تعرف دَارنا والمُدن التي جِئت مِنها، قالت: إنّ الجُذور التي تَنتمي إليها حَواسك تُعلن الهزيمة ووجِهُكَ الأزليّ لم يزل يحملُ الرّسم نفسه، يسقط في فخّ الحِوار ثانية…..كان المطر والسّحابات تنزف مِنه، ينهمر نَهَمْا، حَاملا أيقوُنات السّماء بالرّزقِ والمواويل القديمة، عن الزّرعِ والحَصِاد في قريةِ بَاليةِ كما قال جَديّ أمام عروشِ المَمالكِ في نيويوركِ، كانت تقول: إنّ الهزائم المُتكرّرة للرّاكضينِ في الغيمِ شيء بَديِهي، الذين يُحبّون الأرض بحثا عن أيّ مُستنقع كي يَموتوا والسّلام في هدوءِ ورحمة، يموتون ولا شكّ.

– السّلام الذي أفادنا جميعا لأنّنا لا نصلح أن نكون سوى الأغبياء.الأغنياء حين تَنعدم المُشاهدة الأخيرة للذّاكرةِ أفرحُ كما يَفرحون…..أعُلن أنّ الصّمت أوّل الكلام، لكنّها تُمطرُ بشدّةِ وتتحدّاني، لم أكن أملكُ التَحدي، كُنت مُحاصراً بلا أيّ داعِ، في الدّورِ الخَامسِ نَسيتُ الرّقم والكِتابة، بين خوفيِ والذّاكرة البليدة، رأيتُ قريتنا التي تَقفُ أمام عُروش الممالك في نيويورك. قريتنا الهزيلة كان لا يزال لها بريق يَحتفي بي في الغياب.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*