دورة 2016 من صالون الكتاب بباريس : محمّد صالح بن عمر

salon-livre-paris-logo

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

في جناح دار أديليفر للنشر بصالون الكتاب بباريس 18 مارس 2016

 

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

في جناح دار أديليفر للنشر بصالون الكتاب بباريس 18 مارس 2016

salon-livre-parisimagessalon-livre-paris-logo

 

*باريس في 22 مارس   2016

 

على الرّغم من تراجع إقبال الزّائرين على صالون الكتاب بباريس ( من 17 الى 20 مارس) هذه السّنة – وقد قدّره المنظّمون بحوالي 15 في المائة، مقارنة بالدّورة السّابقة ومردّه في ما يُعتقد إلى العمليّات الإرهابيّة النكراءالتي ارتكبت يوم 13 تشرين الثاني / نوفمبر 2015، فقد وفى هذا الحدث الثّقافيّ العالميّ بوعوده.وذلك بمشاركة 1200 ناشر من 45 بلدا وبما أتاحه للزّائرين من متابعة ما يرغبون فيه من 800 محاضرة و لقاءات مع 3000 مؤلّف.
لقد كان التّنظيم كالعادة مُحكما في غاية الإحكام بفضل المخطّط الخاصّ بمواقع أجنحة النّاشرين الذي يُسلَّم لكلّ زائر عند الدخول وبفضل المطويّات التي لا تكاد تحصى عن آخر الكتب والتي تمكّن من أخذ فكرة عن فحواها ومعرفة مواعيد اللّقاء مع مؤلّفيها ومواضعه .ومن جهة أخرى قد هُيِّئت فضاءاتٌ لتناول الطّعام وطلب الرّاحة .وهو ما يوفّر للزّائرين المتيّمين بالكتب إمكان قضاء كامل اليوم في الصّالون .وأخيرا إذا كان الدّخول بمقابل ( 12 أورو) فإنّ الأطفال والمسنّين والمَعُوقين يتمتّعون بنصف التّعريفة ويدخلون من باب خُصّص لهم،لتجنيبهم الزّحام .
أمّا الأسعار فهي نسبيّا باهظة ودون أدنى تخفيض.وهو ما قد يفسّر طبعا بارتفاع مستوى العيش في فرنسا حيث يبلغ الأخر الأدنى62 466، 1  أورو لكن أيضا وخاصة بترسّخ عادة القراءة عند الشّعب الفرنسيّ .وهو ما يلاحظه الزّائر الأجنبيّ داخل وسائل النّقل حيث غالبا  ما ينكبّ عدّة مسافرين من كلّ الأعمار على كتب يفتحونها ليقرؤوا منها بضع صفحات ، بدلا من التّفرّس في وجوه المقابلين لهم مثلما هو الحال عندنا.
ومن ناحية أخرى ليس في إمكان النّاشرين القيام بأيّ تخفيض في الأسعار ، لأنّهم لا يتمتّعون بأيّ دعم ماليّ من الدّولة فلا يعوّلون إلا على نيل كتبهم اهتمامَ القرّاء، خلافا لما هو سائد عندنا من أنّ أيّ مواطن يصدر كتابا يرى من حقّه أن تقتني له منه وزارة الثقافة كمّيّة كافية لتغطية مصاريف طباعته.
ألا قد آن الأوان ليقتنع كلّ الذين يمارسون الكتابة في بلادنا بأنّ قلّة قليلة منهم – وهذه حقيقة كونيّة لا ريب فيها- ستبقى بعد رحيلهم عن هذه الدّنيا وبأنّه على كلّ عاقل أن يعوّل على إمكاناته لفرض نفسه في السّاحة الثّقافيّة وإذا لم يبسم له الحظّ فلن تكون نهاية العالم لأنّ الأهم هو لذّة الكتابة.
لقد استغللت زيارتي لصالون الكتاب بباريس للحصول على فكرة ولو تقريبيّة عن وضع الأدب في فرنسا وفي العالم ولتبادل وجهات النّظر مع عدّة كتّاب وشعراء في شأن المسائل التي يثيرها الإبداع الأدبيّ والفنّي.وقد يعزّز بعض هؤلاء في يوم من الأيّام منتخبي الشّعريّ .
ولا يسعني في الختام إلاّ أن أشكر هيئة دار النّشر ” أديلفر” على حسن استقبالها لشخصي المتواضع ، آملا أن يجد الكتاب التّونسيّ والعربيّ المكتوب أصالة باللّغة الفرنسيّة أو المترجم والمطبوع داخل الوطن مكانه في دورات الصّالون القادمة.
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*