ضرعٌ لا يروي ظمأً : شعر: حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك

Scan-160210-0003

حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك

stock-photo-52193802-colorful-red-autumn-3d-swirl-vortex

 

على بُعدِ ثلاثِ قوافٍ من الموتِ
كتبَ على الألواحِ المكبّلةِ
كلَّ ما نشرتُهَ من قصائدَ متقرّحةٍ
كنتُ قد ورِثتُها رغماً عنّي…
من رَمَقِ الرّملِ
خلف كوّةِ الخرابِ
وإنّي قرأتُ
عن الصّلاةِ على الأحياءِ
قبلَ أن أكتُبَ
إنّني لم أكنْ عاقلاً ولا مجنوناً
حين جرَتْ أصابعي
نحوَ سِدرةِ القصبِ
لكنّ دروبي سقطتْ
في غيبوبتِها
والنّايُ ضاقَ
على عصافيرِ البحرِ
فوهبتُ النّارَ ولادتَها
قبلَ اشتعالِ الجوعِ
وخرجتُ من دمِ الغوايةِ
كطُهرِ المدى لحظةَ الخطيئةِ
فهل للآبقِ من حكمةٍ ؟
أينَ المفرُّ ؟
لا نبوءةَ في النّصالِ
والأزمنةُ كالفِخاخِ
تهوي فوقَ الأعناقِ
لأنّ صلاتي رحلتْ
دون بحرٍ
فالنبيُّ حزينٌ ..
حزينٌ جداً
لا أملكُ سوى جنازتي
وضرعٍ لا يروي ظمأً
هناك خلفَ المدينةِ المكلومةِ
تماماً هناكَ
بينَ مواسمِ الصبّارِ
ومقامِ الوجدِ
تراتيلُ تحرُقُ المدى
حانَ الرّحيلُ بجسدٍ باردٍ
من شُرفةِ الزّيفِ
إلى وردةِ القيامةِ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*