حِيلةٌ . . : شعر : مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية

10612796_677118162371800_3800152736535513428_n

مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية

lamp-1523824

 
تنكَّرتُ . .
فانوساً بينَ الفوانيسِ
ولم يلتقطْني فخُّ الكاميرا الخفيّةِ . . !!

الرّيحُ الجَذلى موَّهتْني
والمطرُ جدَّلَ غرابتَهُ على جَبيني .

صادَقتُ العابرينَ
اشتمَمتُ عطرَ الصّبايا
وإذِ انحنتِ الغيمةُ قليلاً عليَّ
نقَشْتُ قصيدتي وشماً على ظَهرِها .

في عينيَّ نامَتْ فراشاتُ الرّبيعِ
ودغدغني نملٌ تائهٌ
وحينَ لفَفتُ شَعْرَ الفيءِ مُوسيقى على جسَدي
شارَكْتُ الحُرّيةَ في أندَرِ أنفاسِها .

بوردةٍ مسروقةٍ من بائعِ الأزهارِ
كنَسْتُ المدينةَ عن نهديْكِ
استنفَرَ شوقي الحَلَمتيْنِ
فنما قمحٌ بوهجِ المُغامراتِ
ودونما انتباهٍ
قاسَمَني سجّانُ الكاميرا الخفيّةِ
رغيفَ أحلامي :

]وجهي . .
انعكاسُ نورسٍ على مُلاءِ الموجِ
زفرةُ الملح لأعلى
واختباءُ سمكةِ الحُبِّ
بينَ ثلاثةِ صُخورٍ أرجوانيّةٍ[

] كتقلّباتِ البَحرِ اللّونيّةِ
بينَ شمسٍ وغُيومِ ما بعدَ المطَرِ
أنثرُ أغنيتي بذارَ هوىً
قد تصلُ الهديّةُ
أو لا تصلُ السّفينةُ
إنّما تبقى الجذوةُ
ناراً يحرقُها خَفْقُ الأجنحةِ [

]دائماً ؛ يحارُ القمَرُ بشأني :
عَلاَمَ ىيُراهنُ قلبي . .؟!!
هذهِ المائدةُ المفتوحةُ
للضّبابِ والأغاني وعينيكِ [
. . .
. . .
تنكَّرتُ؛
وُلِدْتُ من جديدٍ . .
ولم يعترضْني سجّانُ الكاميرا الخفيّةِ .
. . .
. . .
وعندما أُنيرتِ الفوانيسُ أوّلَّ اللّيلِ
اشتعَلَ رأسي بأفكارِهِ
وعشَّشَ ضوئي
كالعصافيرِ البردانةِ
في الأشجارِ المُجاوِرةِ
فضَحَتْني كاميراتُ المُراقَبةِ
– عارياً كما في الرّحِمِ
معروفاً ومجهولاً كنايٍ يُلهِمُ فَجراً-
فأطبَقوا عليَّ بسُرعةٍ
وأحضَروني مَوجوداً
. . .
. . .
غيرَ موجود . . ؟!! .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*