أبْوابُ العَبَثِ : شعر: عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ – مونتبوليي – فرنسا

2015-06-08

عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ – مونتبوليي – فرنسا

stock-illustration-37528316-abstract-red-technology-shape-background

 
طَيْفٌ هُنَا يُجَرْجِرُ ألْوَانَ القَضِيّةِ
وَحُلْمٌ هُنَاكَ يَرْقُبُ َصفِيَرَ الرِّيحِ
فَمَا شَكْلُ الضَّحِيةِ
وَبَينِي وبينَ الأصِيلِ بَوْنٌ تَحْكُمُهُ طَاغِيَةٌ
نَعْشُهَا يَحْمِلُ حُزْنَ الدِّيَارْ
لِسَانُهَا خَشَبِيٌّ ثَرْثَارْ
أَطْوَلُ مِن النَّهْرِ وَلَهيبِ النَّارْ
تُرَاقِصَ المَرَايَا عَلَى خَفْتِ الضَّياء ِ
تُهْمَة ُالشُّعَرَاءِ فِي بَلَدِي
أنَّهُم يَقْرَؤُونَ الاَتِيَ فِي عُيُونِ الغِرْبَالِ
وَتُهْمَةُ الغِرْبَالِ أَنَّه ُكَاشِفُ الحَقِيقَةِ
فَلمَّا يُصَالِحُونَ السَجَّانَ وَفْقَ الطَّرِيقَةِ
يَفْقَؤُونَ عُيُونَ المَدَّى بِالْوَهْمِ
وَزِنْزَانَة ُالحُلْمِ مُتْرَعَة ٌ عَلَى الحَصَى
غِرْبَانٌ هُناَ غِرباَنٌ هُناَكَ تَحْرُسُهَا
مُنْذُ الغَبَشِ حَتَّى نِهَايةِ الغبَشِ
تُهْمَةُ الأعْوَامِ فِي بلِادِي
أنَّهُم يَمُدُوننِي بِخَبَايَا الْغَمْزِ
حِينَ لَا أَقْوَى عَلَى الَمَشْيِ
حَافِياً كَظِّلِّي ،
أَّنّهُم يُعِيدُونَنِي باِلتَصْفِيقِ
فِي المَحَافِلِ اليَّتِيمَةِ
كُلمَّا اقْتَرَبْتُ بِرَأْسِي فِي مَتاَهَاتِ النَّدَمِ
فَتَقْشعِرُّ مِنْ خَلْفِي رِماَلُ الصّحْرَاءِ
وَتَتَلاَشَي فَي بُحُورِي سَاعاَتِي الهَادِئَةِ
لا تَسْألُوا عَنْ حَالِهِمْ فِي الِاغْترَابِ
فأَكْوَامُ الحَطِبِ التِّي بيَنَ أيْدِيهِمْ
شُعْلَةٌ جَامِدَةٌ نَثَرُوهَا بِرُضَابِ الحِيرَةِ
وَرَاوَدُوا حَفْنَةَ المَاءِ فَي انْسِيَابِ الرُوحِ
لِغْسْلِ آثارِ العاَرِ
مِنْ أسَارِيرَ الجَبِينِ
فَمَا إِنْ تَبَرَّدَتْ عَلَى الْجُفُونِ
شَامَاتٌ هيَّجَتْ مَرْءئيَّاتِ العَيْنِ
حَتَّى تَرَاءَى لَهُم البَحْرُ صَفْحَةً فُولاَذِيةً
أَخْفَتِ الضِّياَّءَ عنِ القَمرِ
وَهُو يَحْكِي تَعَلُقَهُ الجُنُونِيَّ
بِأَوَّلِ حَبَّةِ رَمْلٍ
مازَالَتْ حَبْلَى فِي الصَّحْراءِ.ِ..
العَرَاءُ أسْمَى صُورَةٍ للْحُمْقِ
وَارْتِجَالُ الكَلَامِ فَضِيحَةٌ يُؤَدِّي ثَمَنَهاَ شاعِرٌ
فمِنَ الجِنُوبِ إلى الجَنُوبِ
تَعطَّلتِ الرَّحَلاتُ
وَضَاقَتِ بِهم السّمَاءُ حتَّى لاَ مُسْتَقرَّ
أبْلَهُ أَناَ ….رُبَّمَا أبْلَهُ أنْتَ …رُبَّمَا جَميعُنا..
مَنْ يَسْجُنُ شَاعِرًا فِي زِنْزَانَةٍ
وِلَا يُجَرِّدُهُ مِنْ خَياَلِه
أبْلهُ مَنْ يُعَرِّي جِلدَه ُوَهُو يَسْتَحِمُ بالثَّلجِ
فِي سَاعَاتٍ مُتَأخِّرةٍ مِن العِشْقِ
أبلهُ مَنْ يُسْكِتُ شَاعِرًا عَلى مَقْرُبَةٍ مِنَ المَوْتِ
والكَلِمَةُ فِي لِسَانِهِ جَمْرَةٌ….
الصَّمْتُ يا سَادَةُ يَا خُدَّامُ خُدْعَةٌ
حِينَ يَبْتَسِمُ الشَّاعرُ لِمِيلادِ نَحْسٍ جَدِيدٍ
ويَرْمِي فُتَاتَ الهَذَيَانِ
فِي مَقبَرةِ النَّوْرسِ العَظيمِ
مَاشِياً على ظِّلِّهِ…
يُوَارِي العَلامَةَ …
يُجَارِي الغَمامَةَ.ِ…
الصُّرَاخُ يَا سَادةُ يا خُدّامُ
حَالةُ خَلْوةٍ يلتقي فيها المتصوّفُ والجريحُ
حميةٌ مجّانيّةٌ لتبنّي الفصيحِ
من أولياءِ العشقِ وكهنةِ الرّيحِ
حتّى هدوءِ العاصفةِ…
لا اغترابَ في غربتِنَا سوانَا
ولا غرابةَ أنّنا أسيادُ الاغترابِ
لمّا الشّاعرُ يلثمُ وردةً
ترمونَهُ بالزّندقةِ
وتُعدُّونَ الحبالَ….
أبلهُ أنا ….ربّما أبلهُ أنتَ …ربّما جميعنَا …
منهم غزاةٌ …متعصبّونَ…قُطّاعُ طرقٍ…
منهم متسلِّطون….أشرارٌ…
ومنّا ما ملكتْ أيمانُنَا
لا تسألوا عن أبوابِ العبثِ
التي دخلناهَا
ولا التي نحن منها خارجونَ….
ففي كلِّ نوبةٍ نحن عبثيُّونَ
منهم غزاةٌ …متعصّبون…قُطّاعُ طرقٍ…
منهم متسلّطونَ….أشرارٌ…
ومنّا ما ملكت أيماننا
اليومَ أتممتُ عليكمْ قصيدتي
ورَضِيتُ لكم الحمقَ فستانًا
فمن ماتَ منكم عاريًا
جئتُهُ بذنبٍ لا يُغتفرُ…

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*