في شارعِ الحرّيّةِ : شعر: زهور العربي – شاعرة تونسيّة – تونس

12063693_946274295419802_7912155905693166795_n

زهور العربي – شاعرة تونسيّة – تونس

avenuebourguiba-tunis-tunisie
أمامَ المسرحِ البَلَديِّ
سربُ أجنحةٍ كانَ في الموعدِ
أجنحةٍ حالمةٍ برُكْحٍ يستوعبُ جنونَها
ركحٍ يمتصُّ ثورتَها الكامنةَ
هنا، قُبالةَ ذلك المسرحِ الأثيرِ
في مقهى يعُجُّ بالمتأمّلينَ \المثرثرينَ \المقهقهينَ\ وبالمنتظرينَ
وبهياكلَ نصفِ حاضرةٍ ، نصفِ غائبةٍ
تناجي في دهشةٍ أقداحًا مثلّجةً
كنتُ في ركنٍ تقتاتُ منّي الأسئلةُ
كنت في رحمِ الخضراءِ
تطحنُني رحى الذّكرى
ينزاحُ البوحُ عن المعنى
…وأضيع
فكرة …
فكرة……………..
فكرة………………………..
لا لغةَ تتقمّصُّ وجعَ اللّحظةِ
لا أبجديّةَ تحاكي انزياحي
فمَنْ يريحُ جمجمتي ….. مَنْ؟
مَنْ يشتري منّي هذياني ؟
في ذلك الشّارعِ الذي لم يكنْ ينام
قهوتي كانتْ بلا طعمِ
على وجهها الأسمرِ
ارتسمتْ سحابةُ هواجسي
لم أعدْ أعرفُكَ يا شارعَ الحريّةِ
شجرُكِ بلا عصافيرَ حزينٌ
حمامُكَ شريدٌ ، قاطعَهُ الهديل
ولا مصوّرَ يخلِّدُ لحظاتِنا في دقيقةٍ
أوّاهُ يا قلبَ الخضراءِ كمْ بتَّ حزينًا
حزينًا
لمَ ذوى زهرُكَ البديعُ ؟
ما بالُكَ تلملمُ ليلَكَ مُسرعًا
وتقرعُ باكرًا ، باكرًا
نواقيسَ الرّحيلِ؟
المارّةُ يسرعونُ الخطى
نحوَالمحطّاتِ المكتظّةِ
لا وقتَ لفرحٍ والنّاسُ نُوّام
لرحيلٍ تبدعُهُ الأحلامُ
لا وقتَ للفُسحةِ
للصّمتِ الصّاخبِ فينا
للضّحكاتِ السّخيّةِ
للمحاوراتِ السّاخنةِ تحتَ شجرِكِ الظّليلِ
للاحتراقِ كالفَرَاشِ بجذوةِ قصيدةٍ مارقةٍ
للفرحِ الذي لا ينام
فلمَ يا شارعَ الحريّةِ صرتَ حزينًا؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*