وثائقيّاتٌ . . شعر: مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية

10612796_677118162371800_3800152736535513428_n

مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية

stock-photo-10482011-cling-film-on-red-background

 

Break…
الغسيلُ أشباحُ ذكرياتٍ تمشي بغبطةٍ
يُودِّعُها ماؤها كأمٍّ تُودِّعُ أولادَها
يستقبلُها الحبلُ برقصةِ عاشقٍ.
(دواءُ غسيلٍ من مسحوقِ أسنانِ الأفاعي)

غيرَ معنيةٍ بما قالَهُ هيراقليطسُ
تحاولُ أنْ تقطَعَ النَّهرَ مراراً
مكتبُ العُمدةِ على الضّفّةِ الأخرى
والتّماسيحُ كثيرةٌ
لكنَّهُ ابنُها (قمرُها / الهَمُّ)
– المُهاجرُ غيرُ الشّرعيّ –
ربّما يكونُ قد أرسلَ حوّالةً
إنْ لمْ يُقتَلْ على الحُدودِ
أو يغرَقْ مركَبُهُ في البحرِ منذُ سنواتٍ.

… تتقدَّمُ، وتتقدَّمُ..
لا شيءَ يُوقفُ الحياةَ الباقيةَ في القدميْنِ
سوى مُباغتةِ ثُعبانٍ عظيمٍ لمسيرِها
ثعبانٌ سمَّرَ دماءَها في الشّرايينِ
أبقاها حائرةً لثوانٍ
النّهرُ أيضاً خلْفَها جائعٌ
وأمامَها المدى ينكمِشُ
فإذا بطفلٍ نحيلٍ من صغارِ القريةِ
ينقضُّ عليهِ كصقرٍ
يُمسِكُ برأسِهِ كالكُلّابِ
ويُفرغُ سُمَّهُ على حجرٍ.

Break…
تبختري بهذهِ الحقيبةِ كغيمةٍ
ارتدي تلكَ الجزمةَ كشاطئٍ
وسيعودُ إليكِ الحبيبُ زاحفاً كالعبدِ.
(جلديّاتٌ من نفائسِ الأفاعي)

طفلٌ بالكادِ يلبسُ شيئاً مع الهواءِ
يتحوَّلُ إلى ظاهرةٍ كونيّةٍ
لا فرقَ عندَهُ بينَ الدّائرةِ والخطِّ المُستقيمِ
لمْ يختبرْ معنى الحُلْمِ من قبْلُ
غير أنَّهُ يُتقنُ بحنكةٍ
كيفَ يصطادُ الثَّعابينَ.

من أجلِهِ توافدتِ البعثاتُ الأجنبيّةُ
جمعيّاتُ حمايةِ الثَّعابينِ
المُستثمرونَ والمُنتجونَ ومندوبو اليونيسفِ
ليجدَ نفسَهُ فجأةً
وقد قفزَ من مشيةِ الحافي المُهمَلِ
إلى (الجِيب) المكشوفةِ كقائدِ حَمْلةٍ
الكاميراتُ تلاحقُهُ
وبصُعوبةٍ تلتقطهُ
هذا الشَّبيهُ بذئبٍ خارجٍ من أفلامِ كرتونٍ.

Break…
لا تدَعوا الفرصةَ تفوتكُم
/تنزيلاتٌ، حُسوماتٌ، عُروضٌ/
مع كُلِّ علبتيْن علبةٌ هديّةٌ
(مناديلُ مُعطَّرةٌ من فضلاتِ الأفاعي(

/لنُحاذي الغابةَ كسياجٍ، لنصعدْ تلّةََ الأشواكِ
لنهبِط المُنحدرَ كسَيْلٍ، لنُغامرْ ونحرقْ حولَ المكانِ/

– هل ارتديتُم الواقياتِ..؟
هل حاذرتُم أنْ تدوسوا الذّيلَ الحَقودَ..؟!
إنَّهُ وكرُها المُموَّهُ..
وها قد هربَتْ، وقد تؤوبُ
أنتَ تعالَ تعالَ، واقبضْ عليها:
(بحركتيْن أو ثلاثٍ على الأكثرِ
كانتِ الأفعى بينَ عُودَيْ يديهِ
كأختٍ لهما).

Break…
الطّاقةُ والحُرِّيةُ والسَّفرُ
الجَمالُ والعدالةُ والمُنتَجُ الشّهوانيُّ
مَفاتنُ الموجوداتِ
كُلُّ الأماني.. كُلُّ الأماني.. مِلْكُ يديكَ:
(مشروباتٌ غازيّةٌ من دموعِ الأفاعي)

-… سَهَوْتُ قليلاً
تذكَّرْتُ أفاعيَ من أنواعٍ مُختلفةٍ
شعَرْتُ بنشوةِ القاتلِ
قبْلَ أنْ يَلفِتَ راوي الفيلمِ
عِنايةَِ المُشاهدينَ
أنّنا مجازيّاً
لسنا دائماً في أفريقيا
ثُمَّ تزلقُ قدمُهُ
ويلدغُهُ ثعبانٌ آخَرُ
وجُلُّ ما يبقى من آمالهِ
ألاّ يموتَ بعيداً عن باريسَ.

… انتهى الفيلمُ
بعَبَراتٍ عابرةٍ للقارّاتِ..
الثّعابينُ أحاطَتْ بي
والطّفلُ المُعجزةُ لمْ يأتِ لإنقاذي
مُرتعشاً، وحيداً، كمُحتَضِرٍ على سريرٍ
ونهرُ الأرَقِ لا يُقطَعُ لا مرّةً واحدةً، ولا أكثرَ من مرّة..
كآبتي أفعى، وتفاؤلي أفعى،
واللَّدغةُ أعمَقُ من أنْ يتحسَّسَها فؤادٌ.


في خريفِ العالَمِ
الجُدرانُ
ترتدي وُرَيْقاتِ النَّعوةِ لتدْفَأَ
والمطرُ
لا ينتظرُ وجَعَ الأرضِِ
كي
يأتيَ.

Break…
نرسمُ الوردةَ نقتلُها
نتناسَى الوقتَ في الحاضنةِ، فيأفلُ
نثرثرُ نتسلّى ونلعنُ حياتَنا
(عِلكة من خُلاصةِ سُمِّ الأفاعي).

 
مازن أكثم سليمان –– دمشق – سورية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*