قد أموتُ وفي يدي قصبةٌ:شعر: عبد اللّطيف رَعري – شاعر مغربي – فرنسا

2015-06-08 stock-photo-45734640-the-artistry-of-architecture

 

قد أموتُ وفي يدي قصبةٌ
لا لأنّي فقأتُ عينَ البحرِ
بل لأنّ سمكَ المحيطِ أعاقَ
شهوتي في الإبحارِ

قد أداوي عقمي بجنونِ الأغنياتِ
ولا أتوارى خلفَ آثارِ الأقدامِ
فالطّريقُ إلى اللّيلِ مغلولٌ بالأجرامِ
وأدراجي كلماتي …
وقد تُرقصني الدّهشةُ بالجفاءِ
بدلَ لهيبِ النّارِ
لكن مروري على حبلِ الهوى
والعيونُ مغمضةٌ ,,,
لا يكفيني لتقبيل الأطيافِ
لأنْ لا لعنةَ تحُفّني بالإبهارِ

كم يلزمني من صُبحٍ
لأعُدَّ رمالَ الصحراءِ؟
كم خَدْشةً على الجبينِ تجعلني تعيسًا
أكثرَ من ورطتي؟
وحدَهُ تِرياقُ الشّفتينِ ينوبُ عن دمي
لأحيا عصرًا أخيرًا وأهيئَ نعشي من ترابٍ
كم موجةً ستلطمُ السّاقَ بالسّاقِ
لأُبطلَ سِحرًا تليدًا يسكنُ الثّقابَ
أحكمتْ شمطاءُ الجبالِ صُنعَهُ
كم بَخورًا من روابي الفيافي
يغمرُ سمائي بالبكاء….
لأملأَ أقداحي بالهجاءِ…؟
من أين لي بجِلدِ الضّبعِ الجائعِ
لأُقِضَّ المضاجعَ العاريةَ…؟
من رَمَّلَ فئرانَ الحظيرةِ
وأتاني بذيلِها؟
من يُمسكُ دبيبَ الصّراصيرِ
ويدلُّني على مستقرِّها؟
من رَيَّشَ طائرًا منسيًّا على عتبةِ الدّمارِ
وخاطَ منقارًا رماديًا بأسلاكِ الهجرانِ
وأمُّه تعجنُ فُتاتَ الغدرِ باللّبنِ
من صدّقَ عنكبوتًا تُجاري العاصفةَ
لموكبِ النّصر ؟
أنا الموتُ …أنا الجنونُ
أنا الدّهشةُ…أنا ورطةُ كلِّ صباحٍ
أنا السّاحرُ في الثِّقابِ
أنا الأقداحُ وإن تكسّرتْ غابً وجهُها
أنا الطّفلُ المشاكسُ للأغوارِ
أنا السجّانُ لما تشرّدَ من العصافيرِ
فمن يدلُّني على ثقبي الأخير
لأستريحَ من فوضى الغيابِ
فخزائني مُترعَةٌ للرّيحِ
حتّى وأنا المالكُ لومضِ السّماءِ
كؤوسي لا ترشَحٌ قطرانًا
وتوابلُ عشقي ليست باردةً
وإن مسّني الوهمُ فضائقتي على مرمى قمرٍ
أنا الموتُ …أنا الجنونُ
أنا الدّهشةُ…أنا ورطةُ كلِّ صباحٍ
أنا السّاحرُ في الثِّقابِ
فإن صار شعري يزعج قومًا لا يفهمونَ
فلأنّ عرائي أطهرُ من الغدرِ
وحمقي قابَ قوسينِ من النّارٍ
النّارُ حارقةٌ….النّارُ خارقةٌ….النّارُ مارقة….
عبد اللّطيف رَعري

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*