رُعْب : شعر: كالي موندزير – شاعر من جزيرة هايتي

11265249_947928098585165_3688806996253466762_n

كالي موندزير – شاعر من جزيرة هايتي

tumblr_m4vzuyvV5x1rso43yo1_1280_800

تَيْهٌ في قلبِِ أحياءَ سكنيَّةٍ

يهزأ الموتُ فيها بإغماءِ الشّمسِ

أحياءَ حيث الجوعُ

هفْوةٌ بلا نافذةٍ  في أحشاءِ الأطفالِ

تقومُ فيها الكوابيسُ

مقامَ أوهامِ الفجرِ العذبةِ.

 

 

لأغنيتي رائحةُ حُلمٍ جريحٍ

حُلمٍ  يشكو رائحةَ البِعادِ الهادئةِ

 

ولأغنيتي أيضا رائحةُ رجاءٍ مُجْهَضٍ عفِنةٌ

 رجاءٍ تَحُدُّه البداهةُ التي تفكِّكُ المطرَ

 

وهذا لمجهولُ الذي يغذّي يأسَ اللّيالي

قد قضّى حياتَه على الخَرَسانَةِ

آخرِ ملجإٍ تلوذ به الأمّ  والطّفلُ الذي يموتُ جوعًا

بعد أن وخزتْه مخالبُ كلِّ الأبوابِ المغلقةِ.

 

ومنذ ذلك الحينِ وهو يعاني دَعْكَ الأحلامِ

ذارِفًا دموعًا  مُعْدِيةً ،بلا مِرْساة  

تسيلُ قطراتٍ ضائعةً

على سُمعةِ المدِّ والجَزْرِ

 

وتتحوّلُ النّغماتُ  حولَهُ

إلى ضجيجٍ صامتٍ وجلَبَةٍ

تصُكّان الآذانَ.

 

وضْعي اليوميُّ يسائلُ  دونما توقّفٍ 

آفاقا مبهمةً

لآنّ الهواءَ ملوّثٌ على نحوٍ غبيٍّ

بالعُفونةِ

وبغنائي ذي النَّفَسِ المُريبِ الهاربِ .

       

من الجهةِ المقابلةِ

يبثُّ البحرُ بمدِّهِ الزّاحفِ الفتنةَ

فتنةً تُطيحُ  بالصّداقةِ دونما شفقةٍ  

بين الشِّراعِ والرّيحِ.

 

لكن كيف نصدِّقُ الفوانيسَ

التي ترسمُ صورًا إجماليّةً

لمناطقَ تفخرُ بأنّها ملاجئُ مثاليّةٌ ؟

 

كيف نصدِّقُ الابتسامةَ المُقوّرَةَ

لهذه الأبوابِ الفاقدةِ للأسنانِ

المنتصبَةِ هنالك دون حدودٍ وأضواءٍ؟

لهذه الأبوابِ التي تخوض حربا على زحفِ الزّمنِ؟

 

كيف نختارُ ملجأً

حين لا يكونُ لنا من نقطةِ استدلالٍ

غيرُ اللّيلِ المبتلِعِ للسَّلاَمِِ

ذلك الذي يصلُ  صداهُ في هذه القصيدةِ القاسيةِ

إلى حيث لا مكانَ

في تناغمٍ  مع بقيّةِ الأمكنةِ ؟

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*