أرشيف الكاتب: محمد صالح بن عمر

المطرُ : شعر: باترسيا لارنكو – شاعرة من جزر موريس مقيمة بباريس

  المطرُ أغنيةُ لهدهدةِ  الزّمنِ الطّويلِ، الطّويلِ كأغنيةِ “أغنيةٌ عذبةٌ” للمطربِ هنري سلفادورْ ترنّمُهُ يسبغُ على استيقاظي من النّومِ كصوتٍ لا يتعجُّل الكلامَ كصوتٍ يشبهُ صوتَ أمّي في صبرهِ وتراخيهِ حينَ يجرّرُ ترديدتَهُ الخفيضةَ الرّتيبةَ وينزلُ بثقَلِهِ على جفنيَّ فيغلقُهما المطرُ أغنيةُ هدهدةٍ قديمةٍ من أغاني بلدِنا كلماتها المنسيّةُ بلهجتنا ولم يثبتْ منها إلاّ لحنُها   وقدرتُها على إرخاءِ الطّفلِ ... أكمل القراءة »

من هم سادةُ الأرضِ؟ : شعر : سعاد الوليدي – العرائش – المغرب

  سادةُ الأرضِ يستعدّونَ  لبدءِ يومِهمْ اللّيلُ  كانَ انعطافةً لديهمْ والقدَرُ  محالٌ أن يحتالُ عليهم هم لا يخافونَ الغدَ أبدَا ولا يطرقُ البؤسُ بابَهمْ   سادةُ الأرضِ يحتجزونَ أحلامَكَ يرصدونَ رقمًا لكَ في قاعةِ الانتظارِ وهناكَ لتنتظرْ، لتنتظرْ ولتورِّقْ مجلَّةً باليةً وقد هدّكَ الونى وأخذَ منكَ الضْجرْ   سادةُ الأرضِ الذين أضحوا سادةً بعرقِكَ يشبعونَ بطونَهم فيما تدفعً أنتَ فاتورةَ ... أكمل القراءة »

بينَ بينَ: شعر: محمّد مراد أباظة – شاعر سوريّ مقيم بأبخازيا

  لستُ متشائماً يا صديقي إلى حدِّ الاستقالةِ من حيّزِ أملٍ ضيّقٍ تحشرُنا فيه غريزةُ الحياةِ. لستُ متفائلاً إلى حدِّ الثّقةِ العمياءِ بغدٍ مغلَّفٍ بسخامِ النّوايا وغموضِ التّوقّعاتِ أنا بينَ بينَ أُراوِحُ بين الأسودِ والأبيضِ معترفاً بأنّني أتعثَّرُ أحياناً بألغامِ الرّماديِّ.   لستُ متفائلاً جداً يا صديقي كالكثيرينَ من حولي أمارسُ يومي بحكمِ الضّرورةِ أتحرّكُ كآلةٍ تعملُ بضجيجٍ مكبوتٍ مشوَّشاً ... أكمل القراءة »

سأحبُّكَ…إلى آخرِ نفسٍ : شعر: أمل هندي – دمشق- سورية

سأحبُّكَ… إلى آخرِ نفسٍ بعدَ موتي بألفِ عامٍ أو أكثرَ. ومن قالَ إنّي سأموتُ…؟ لقد وهبتُ رئتي لأشجارِ السّنديانِ وأبرمَ نبضي عقدًا أبديًّا معَ الموجِ. عينايَ …قد لاتكونانِ مُبهرَتينِ لكنَّ الفجرَ سيحتفظُ بهما مؤقّتًا لبدءْ يومٍ جديدٍ. والشّتاءُ لن ينسى الأصابعَ التي أشعلتِ الدّفءَ في أنفاسِهِ. معَ كلِّ مطرٍ سأهطلُ. معَ كلِّ ربيعٍ سأُولَدُ. معَ كلِّ زهرةٍ سأتفتَّحُ. أيّها الموتُ… ... أكمل القراءة »

قصيدتان جديدتان لريتا الحكيم – اللاّذقيّة – سورية

فراغاتٌ   الأسئلةُ فراغاتٌ غائرةُ العينينِ والإجاباتُ عصيّةٌ على فهمِ الدّموعِ  كمْ هو صعبٌ أنْ أبقى طفلةً بعدَ أنْ أدليتُ بدلوي في الحياةِ كأمّ غدوتُ جدةً وما زلتُ تلكَ الطّفلةَ الشّقيةَ بعدَ كلّ إخفاقٍ يلوحُ في الأفقِ  أرفعُ الغطاءَ عن قِدْرِ الحياةِ الباردةِ، وأتذوّقُ بطرَفِ إصبَعي يُتْمَ اللّحظاتِ الهاربةِ الأنفاسُ اللاهثةُ ألحانٌ فاشلةٌ، تُحاكي في نشازِها وحدَتي وسطَ كلّ هذا الضّجيجِ ... أكمل القراءة »

جذور ٌجديدةٌ : شعر: عبد العزيز الحيدر- بغداد – العراق

  داخلَ  القوقعةِ المجهولةِ الاتّجاهاتِ حركاتُنا مقيّدةٌ  بسوائلَ لزجةٍ عفنةٍ تفرزُها حشراتُ المستقبلِ أم توابيتُ الأجدادِ؟   نعمْ محشورٌ في قواميسَ قديمةٍ قواميسَ من ترابٍ وقواميسَ لم تتشكلُ بعدُ للغةٍ أسمى من….. يا صديقي لغةٍ تذرفً من الدّموعِ وتشنّجاتٍ في عضلاتِ القلبِ لغةٍ أبعدَ من أقداحِ الجَعَةِ  اللّذيذةِ ألذَّ من كلِّ ما في محفظتِكَ مهما انتفختْ نتحدّثُ عن كونٍ آخرَ ... أكمل القراءة »

يَوْمِيّاتُ ثَرْثَارٍ : صَفْقَةٌ على طَرْبوشِي: خاطرة :لطّوف العبد الله – كاتب خواطر سوريّ مقيم بتونس

منذُ حينٍ وهو يحوم حول طربوشي ويتحرّش وأنا أتعفّف . يظنّ الأحمقُ أنّ هذه المرّة مثل سابقاتها حين كان يتسلّل إلى أشيائي وأنا أتغافل. لا أيّها الأحمق إلاّ الطربوش لأنّه ميراث جدّي وذكراه، و لا أملك ما أورّث سواه. كذلك بدونه ستتعرّى صلعتي المتصحّرة من كلّ حيّ يدبّ عليها، والشّتاء كما ترى يطرق بابها بردا ويطقطق عظام جمجمتها. إيّاك أن ... أكمل القراءة »

سلامٌ عليكِ يا قدسُ : شعر: حسن العاصي شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك

  يتهادى صباحُ القدسِ على بساطٍ من سندسٍ وديباجٍ يرقُّ من ثغرِها البنفسجُ للعصافيرِ حينَ تصدحُ أزهارُ النّارنجِ باكورةُ الصّلاةِ  والمآذنُ آياتُ الخالقِ تنسدلُ  على الكرومِ وبساتينِ التّينِ  بالأسماءِ الحسنى  وأكوابُ القهوةِ شرابُ البنِّ  موّالٌ يعانقُ الشّرفاتِ العتيقةِ  والخلخالُ أزهارُ الرّمّانِ    على ضفافِ القدسِ كُتبَ التّاريخُ  وغًرستْ أشلاءُ الكونِ  من هنا مرَّ الآراميّونَ والكنعانيّونَ والإغريقُ  وظلٌتِ القدسُ وجهًا طاهرًا ... أكمل القراءة »